علي محمود حسن الشميري
نشأ في قرية (العفيف)، في عزلة (الملاحطة)، من ناحية (مقبنة)، في بلاد (شمير)، وتوفي في مدينة ذمار. 1362 هـ / 1941 م
عارف، فاضل. درس على الفقيه (حسان بن سعيد بن عبدالله)، ونال قدرًا وافيًا من العلوم، ثم انتقل بأهله وأولاده من قريته المذكورة إلى مدينة (الخوخة)، شمالي مدينة المخاء؛ لمزاولة التجارة في الدقيق والسكر وغير ذلك، وقد عقد صداقة مع (علي بن محمد بن نعمان)، عامل الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) على مدينة (حيس)، من محافظة الحديدة، فجعله العامل المذكور وكيلاً له في مدينة (الخوخة)، والتي كانت تتبع مدينة (حيس) إداريًّا، ثم ترك التجارة، وعاد بأهله إلى قريته، وتركهم هناك، وسافر قاصدًا مدينة صنعاء؛ فوجد صديقه (علي بن محمد بن نعمان) هناك، وعرَّف به لدى الإمام (يحيى بن محمد بن حميد الدين)؛ فعينه الإمام أمينًا لمالية مدينة ذمار، وهناك تعرَّف بالشاعر الثائر (زيد بن علي الموشكي)، وعقدت بينهما صداقة متينة، فرَغَّبه (الموشكي) في الزواج بمدينة ذمار؛ فتزوج، وأنجب بنتًا توفيت رضيعة، واستمر حتى مات.
كان ذكيًّا، حسن الأخلاق، جميل الخلْق، رثاه الشاعر (زيد الموشكي) بقصيدة منها:
النوح لا يشفي الفـــؤادْوالشقُّ من دون المـــرادْ
لا يشفي القلب المصـــاب بما عدا وخز الصعــادْ
مات الشميري خير كهـــلٍ مات في هذي البــلادْ
رجل الديانة والحقيــــقة والمروءة والرشــادْ
والعالم الثبت المحقِّــــق والضليع بكـــلِّ وادْ
والصادق النفثات والـــحسن السجية والقيــادْ
يدنيك إن وافت يــــدٌ مما تروم من الأيــــادْ
ويفيض أي بشاشـــةويريك خاتمة الجــــوادْ
ويقوم مهما غبت بالـــفرض الذي لك في النهادْ
ويريك إنسانيـــــةً منظورها يشفي الفــؤادْ
ويهبُّ من ضجعاتــه للناشئات كما يــــرادْ
ويسير في طلب العلـوم بزاده وبغيــــر زادْ
ويناقش النبغاء فــيما دونه خرط القتـــادْ
ويجدُّ في طلب العُــلا ويطيل في الخير السهادْ
وإذا تكلَّم فالوقــــارُ هناك والقول السـدادْ
وإذا أراد أمور دنــــياه فمن رشد وهــادْ
ويروع مبتدع القبيـــح فلا قبيح ولا فسـادْ