محسن بن شداد الشميري
ولدوعاش وتوفي ودفن في قرية (الرباط)، من عزلة (الملاحطة)، من ناحية (مقبنة)، من بلاد(شمير)، في محافظة تعز.
عالم، فاضل، وشاعر مجيد. درس على جماعة من علماء عصره، فنبغ في علوم عديدة، ومالإلى الأدب فذاع صيته بين الناس: شاعرًا صوفيًّا يجيد الشعر بنوعيه الفصيحوالملحون.
كان معاصرًا للأمير (الحسن بن يحيى الأموي) الذي اتخذ من قلعة (مؤيمرة) في بلاد(شمير) مقرًّا له، وقد تعرّضَ صاحب الترجمة لمضايقات شديدة من قبل هذا الأمير، لمتنقل الأخبار سببًا مقنعًا لها، إذ نهب أمواله، وأودعه السجن، ولم يخرج منه إلابعد مقتل هذا الأمير على يد الأتراك (العثمانيين) في ضواحي مدينة تعز.
من مؤلفاته: 1ـ القصيدة الظفرية. وهي قصيدة كتبها في السجن، وقد دعا فيها علىالأمير حسن؛ فاستجاب الله دعاءه بهلاك الأمير على نحو ما ذكرنا، ومن هذه القصيدةقوله:
إن أردتَ الفوزَ بالظفـرِ وبلوغالسُّؤلِ والوطـرِ
وحصولالأمن أجمعـه لذ بـ(طه) سيد البشـرِ
وتوسّلبالنبي ومـــا جاء في الآيات والسُّورِ
ومنها،وفيها تضمين لأسماء سور القرآن:
ربُّ؛ يا غوثَ اللهيف ومَنْ أمره كاللمحِ بالبصـــرِ
ياقديرٌليسَ يعجــــزهُ نصر عبد حائر الفكـــرِ
فاشغلِالأعدا بأنفسهــم بالنبا والروم والزمـــرِ
حكمهمأضحى مداهــنةً فجميع الخلقِ في ذعــرِ
واكْفِناهمكيف شئتَ بمـا شئتَ من نصرٍ ومن ظفـرِ
2ـديوان شعره، وهو مخطوط، منه نسخة في مكتبة (المفتي) أحمد محمد زبارة بصنعاء، كماذكر المؤرخ عبدالله محمد الحبشي، وهو معاصر قام بفهرسة المكتبة وأورد اسمه: (محمدشداد الشميري)، ومنذ ثلاثة أعوام حتى اليوم لم أستطع الوصول إليه، وقد بحثتُ عنهفي لندن، وفي تركيا وفي مصر والهند، وفي كبريات مكتبات المخطوطات في العالم، فلمأقف له على أثر وحتى ما كان في مكتبة المفتي (زبارة) رحمه الله، اختفى بين الورثةالذين اقتسموا مكتبته، ولم أقف له على أثر، سوى ما يحفظ الناس من أهل القرى؛ منبقايا شعره ملحونًا، وهذا ما جعلني أقول فيه شعرًا:
محسنقدأحسنتَ لكنّمـــا ديوانك المفقود أضنى الفؤادْ
فتّشتُعن لقياه أرجاءهــا فلم أجدْ إلا العنا والسُّهــادْ
لندنإستانبول مصر القــنا أعوزني الترحال في كـلّ وادْ
والهندوالسند ونيقوســـيا صيّرتَني رحّالةً في الـــبلادْ
فليتَشعري هل غــدا ثاويًا قبرك للتنقيحِ أم في العــتادْ؟
أمأنّهُ أمسى وفــــي زوّةٍ لحشرات الأرضِ من خـير زادْ
وكلما أخشاه إن كـــان قد أضحى ـ ولا قدر ربي ـ رمادْ
وماوصل إلينا من شعره يدلُّ على رسوخ قدمه في الشعر، وإجادته لمختلف أغراضه، ومن ذلكقوله في الغزل:
مَن ذا الذي من مقلتيهِ يقـــيني هذا الذي أخلصتُ فيهِ يقــيني
رسمٌله فعل الرماة وإنّمـــــا يرمي بقوسي حاجب وجــبينِ
يبرينبالا من فتورِ لحاظـــه في القلب حالــة برئه يبريني
يمشيفيدعوه القضيب شقيقــه وإذا رنا قال الغزال: عــيوني
ألفابن مقلة في الكتابة قــدّه والصدغ مثل الواوِ في التحسينِ
وعلىالجبينِ بشعره سين غدتْ حار ابن مقلة عند تلك السـينِ
والعينمثل العين لكنْ هـــذه كحلتْ بحسن وقاحة ومجــونِ
سبحانمن خلق العيون بقول: كن فتكوّنت في أبدع التكــــوينِ
سودٌرقودٌ ما كحلــــن ولا بها نومٌ ولكن قصدها تســــبيني
فيثغرها شهدٌ وتحت شفاتهـــا خمر جرتْ في لؤلؤ مكـــنونِ
لاقيتهيومًا فقال: أمـــــا ترى ما قد جرى منهم فقد ظلمــوني
وافترَّمبتسمًا وواعد باللقـــــا يومًا ولا ثقة بوعد ضـــــنينِ
اللهأكبرُ من قساوةِ قلــــــبه معْما يُرى في عطفهِ من لــينِ
كمقال: إن شئتَ الدجى ففــؤادتي وإذا أردتَ الصبحَ فهو جـــبيني
وإذاأردت الورد فهو بوجــــنتي كم فيه من ورد ومن نســــرينِ
أنالا أريد تنزّهًا في روضـــــةٍ نظريلطلعة وجهه يكفــــيني
ولهأيضا على نفس الوزن والقافية:
حتّام أنت بتركه تفــــتيني؟ وإلام تجهد باللقا تفـــنيني؟
هلاعلمتَ وقد جهلتَ صـبابتي ما قاله المُفتونَ بالمَفـــتونِ؟
أفديرشا أخلصتُ فيهِ ولم أقلْ مَن ذا الذي من مقلتيهِ يقـيني؟
أسكنتهقلبي وذاكَ بأســــرهِ فكلاهما في حالة المسجـــونِ
هويوسفٌ في حسنه وبحســنه صار العزيز من الهوى في الهونِ
وأناالذي أصبحتُ يعقوبًا علــى طول البعاد لفرطهِ بحـــــنين
قسمًابها وبريقها وبَريقهــــا وبلؤلؤ كالجوهر المكـــــنونِ
وبحاجبكالنونِ حامتْ حولهُ الـ ـشعراءُ لكنْ كلّهم مـــن دوني
سبحانمَن جعل الحديد فـــؤاده والذاريات تلهّفي وحـــــنيني
سبحانمَن خلق العيون بقول كنْ فتكوّنت في أبدع التكـــــوينِ
ياريمصنعا إن تكن أحســنت بي صنعا حمدت الصنع للمفـــتونِ
ماقيس بي قيس وما لجميل مـن ذكرٍ جميلٍ كي يكون قــــريني
وكُثَيِّرٌ،عندي قليل حظّـــــه ودليلُ تصغير اسمه يكفــــيني
أحسنتُحتّى قيل إنّي محســـن وإلى النسيب إجازة نســــبوني
ولهأيضًا:
ذكرَ الحمى فبكى وشــبّبْ صبٌّ لِقاني دمعِه صـــبْ
وصبالفرط صـــــبابة أضحت تجيء به وتذهــبْ
وتذكّرالزمن الــــــذي أبدًا به الأمثالُ تضــــربْ
حيثالشبابُ يجرُّ ذيـــــ ـل قشيبه تيهًا ويسحـــبْ
حيثالهنا دانٍ وحيـــــ ــث لنا بربع الأنس ملعـبْ
والشملمجتمـــــع وثدْ يُ الوصل مرتضعٌ محــبّبْ
والورقُفي العيدان غنّـــ ــتْ والنسيمُ الرطبُ شـبّب
والغصنيرقصه الصــــَّبا هبْ أنّه يثنيهِ إنْ هـــــب
هذاهو العيشُ الـــــذي فيه دموع الغيثُ تسكـــبْ
عيشحلالي عصـــــره وحرامه في كل مذهــــبْ
مازلت أذكر عهــــــدَه والذكر للمعهود أنســــبْ
ومنشعره الملحون (الحميني) قوله:
طوّلت يابلبل الوادي الخضــــير شجويفقصّر مطارحْة الهـــزارْ
خفّففما أنت بالعشقةْ خــــبيرْ خلّ الصبا به لأهل الاخـــــتبارْ
لاتدّعي الوجد إنّي لــــك نذيرْ فكل دعوى بلا شاهدْ هــــدارْ
لاأنت عاشقْ ولا شوقك كثــيرْ مفارقْ لهاتيك الـــــــديارْ
خضرةْوماءْ والبواسق مسـتديرْ والأنس حاصلْ ومحــبوبكْ يزارْ
أمّاأنا إن شَكُوتْ بُعد المســـيرْ لا لوم كم بيننا حالتْ قفــــارْ
يشجينيالبرق من شرقي شمـير لمّا حكى مبسمهْ بالافـــــترارْ
ياهلالهوى من يقل لي، مَن يشيرْ ما شوركم ما ندم من استشــارْ
كيفاحتيالي بمن وجه يغـــيرْ الشمس والبدر من وجهه يغــارْ
أقسمتما في الملاحةْ له نظــيرْ أستغفر الله ولا شمس النهـــارْ
يقنعنيالقرب منه باليســــيرْ ونار صنعا ولا جنّة ذمـــــارْ
كمليلة بات لي فيها سمــــيرْ وزارني والدجى مرخــي الإزارْ
وقاللي الدمعْ من عينهْ يســيرْ واللهما كان بعدي باخــــتيارْ
لكنْعلى مايشا ربي قــــديرْ ولهْ على كل الاشيا اقــــتدارْ
صبّرتقلبي فخالفْ ما أشــيرْ وكيف يصبرْ عديم الاصطــبارْ؟
واختمْصلاتي على الهادي البشيرْ محمد المصطفى خير الخـــيارْ
ومنهأيضًا قوله:
قلب مالكْ ترادفها نهـــدْ كلّما أن تذكّرتَ النهـــودْ
أنتممن عن التوبةْ شـردْ واتّبع للجوى في كلّ خـودْ
أنتكلّفت قلبي مارقـــدْ ونجوم الدياجي لي شهـودْ
قدسباك الرشا رئم البلــدْ كوثريالثغر ورديَّ الخدودْ
وإذاما افترّ ثغرهْ عـن بردْ قال ورد الوجن طاب الورودْ
صاحقل ما الذي أوهى الجلد مقلة الترك أم شعر الهـنودْ
ظبيلكن بحسنهْ انفـــردْ وسباني التفاته بالعقـــودْ
ربّليل خلت لما وفــــد خلت أنّي بجنّات الخلـــودْ
أجتليواجتني من كل خــد راويا من برود العـــنبرود
ماأحيلا الهوى من غير حـد هكذا ياحبيب واسلم تعــودْ
والحذرْيوهمكْ أهل الكمـــد فالحسود في الحقيقة لا يسودْ
آهما حيلتي فيها وقـــــدْ لاحمن مقلتهْ ذاك الجمــودْ
غيرمن جد قالوا قد وجـــد وإلى الصبر أولى لي أعـودْ
ولدوعاش وتوفي ودفن في قرية (الرباط)، من عزلة (الملاحطة)، من ناحية (مقبنة)، من بلاد(شمير)، في محافظة تعز.
عالم، فاضل، وشاعر مجيد. درس على جماعة من علماء عصره، فنبغ في علوم عديدة، ومالإلى الأدب فذاع صيته بين الناس: شاعرًا صوفيًّا يجيد الشعر بنوعيه الفصيحوالملحون.
كان معاصرًا للأمير (الحسن بن يحيى الأموي) الذي اتخذ من قلعة (مؤيمرة) في بلاد(شمير) مقرًّا له، وقد تعرّضَ صاحب الترجمة لمضايقات شديدة من قبل هذا الأمير، لمتنقل الأخبار سببًا مقنعًا لها، إذ نهب أمواله، وأودعه السجن، ولم يخرج منه إلابعد مقتل هذا الأمير على يد الأتراك (العثمانيين) في ضواحي مدينة تعز.
من مؤلفاته: 1ـ القصيدة الظفرية. وهي قصيدة كتبها في السجن، وقد دعا فيها علىالأمير حسن؛ فاستجاب الله دعاءه بهلاك الأمير على نحو ما ذكرنا، ومن هذه القصيدةقوله:
إن أردتَ الفوزَ بالظفـرِ وبلوغالسُّؤلِ والوطـرِ
وحصولالأمن أجمعـه لذ بـ(طه) سيد البشـرِ
وتوسّلبالنبي ومـــا جاء في الآيات والسُّورِ
ومنها،وفيها تضمين لأسماء سور القرآن:
ربُّ؛ يا غوثَ اللهيف ومَنْ أمره كاللمحِ بالبصـــرِ
ياقديرٌليسَ يعجــــزهُ نصر عبد حائر الفكـــرِ
فاشغلِالأعدا بأنفسهــم بالنبا والروم والزمـــرِ
حكمهمأضحى مداهــنةً فجميع الخلقِ في ذعــرِ
واكْفِناهمكيف شئتَ بمـا شئتَ من نصرٍ ومن ظفـرِ
2ـديوان شعره، وهو مخطوط، منه نسخة في مكتبة (المفتي) أحمد محمد زبارة بصنعاء، كماذكر المؤرخ عبدالله محمد الحبشي، وهو معاصر قام بفهرسة المكتبة وأورد اسمه: (محمدشداد الشميري)، ومنذ ثلاثة أعوام حتى اليوم لم أستطع الوصول إليه، وقد بحثتُ عنهفي لندن، وفي تركيا وفي مصر والهند، وفي كبريات مكتبات المخطوطات في العالم، فلمأقف له على أثر وحتى ما كان في مكتبة المفتي (زبارة) رحمه الله، اختفى بين الورثةالذين اقتسموا مكتبته، ولم أقف له على أثر، سوى ما يحفظ الناس من أهل القرى؛ منبقايا شعره ملحونًا، وهذا ما جعلني أقول فيه شعرًا:
محسنقدأحسنتَ لكنّمـــا ديوانك المفقود أضنى الفؤادْ
فتّشتُعن لقياه أرجاءهــا فلم أجدْ إلا العنا والسُّهــادْ
لندنإستانبول مصر القــنا أعوزني الترحال في كـلّ وادْ
والهندوالسند ونيقوســـيا صيّرتَني رحّالةً في الـــبلادْ
فليتَشعري هل غــدا ثاويًا قبرك للتنقيحِ أم في العــتادْ؟
أمأنّهُ أمسى وفــــي زوّةٍ لحشرات الأرضِ من خـير زادْ
وكلما أخشاه إن كـــان قد أضحى ـ ولا قدر ربي ـ رمادْ
وماوصل إلينا من شعره يدلُّ على رسوخ قدمه في الشعر، وإجادته لمختلف أغراضه، ومن ذلكقوله في الغزل:
مَن ذا الذي من مقلتيهِ يقـــيني هذا الذي أخلصتُ فيهِ يقــيني
رسمٌله فعل الرماة وإنّمـــــا يرمي بقوسي حاجب وجــبينِ
يبرينبالا من فتورِ لحاظـــه في القلب حالــة برئه يبريني
يمشيفيدعوه القضيب شقيقــه وإذا رنا قال الغزال: عــيوني
ألفابن مقلة في الكتابة قــدّه والصدغ مثل الواوِ في التحسينِ
وعلىالجبينِ بشعره سين غدتْ حار ابن مقلة عند تلك السـينِ
والعينمثل العين لكنْ هـــذه كحلتْ بحسن وقاحة ومجــونِ
سبحانمن خلق العيون بقول: كن فتكوّنت في أبدع التكــــوينِ
سودٌرقودٌ ما كحلــــن ولا بها نومٌ ولكن قصدها تســــبيني
فيثغرها شهدٌ وتحت شفاتهـــا خمر جرتْ في لؤلؤ مكـــنونِ
لاقيتهيومًا فقال: أمـــــا ترى ما قد جرى منهم فقد ظلمــوني
وافترَّمبتسمًا وواعد باللقـــــا يومًا ولا ثقة بوعد ضـــــنينِ
اللهأكبرُ من قساوةِ قلــــــبه معْما يُرى في عطفهِ من لــينِ
كمقال: إن شئتَ الدجى ففــؤادتي وإذا أردتَ الصبحَ فهو جـــبيني
وإذاأردت الورد فهو بوجــــنتي كم فيه من ورد ومن نســــرينِ
أنالا أريد تنزّهًا في روضـــــةٍ نظريلطلعة وجهه يكفــــيني
ولهأيضا على نفس الوزن والقافية:
حتّام أنت بتركه تفــــتيني؟ وإلام تجهد باللقا تفـــنيني؟
هلاعلمتَ وقد جهلتَ صـبابتي ما قاله المُفتونَ بالمَفـــتونِ؟
أفديرشا أخلصتُ فيهِ ولم أقلْ مَن ذا الذي من مقلتيهِ يقـيني؟
أسكنتهقلبي وذاكَ بأســــرهِ فكلاهما في حالة المسجـــونِ
هويوسفٌ في حسنه وبحســنه صار العزيز من الهوى في الهونِ
وأناالذي أصبحتُ يعقوبًا علــى طول البعاد لفرطهِ بحـــــنين
قسمًابها وبريقها وبَريقهــــا وبلؤلؤ كالجوهر المكـــــنونِ
وبحاجبكالنونِ حامتْ حولهُ الـ ـشعراءُ لكنْ كلّهم مـــن دوني
سبحانمَن جعل الحديد فـــؤاده والذاريات تلهّفي وحـــــنيني
سبحانمَن خلق العيون بقول كنْ فتكوّنت في أبدع التكـــــوينِ
ياريمصنعا إن تكن أحســنت بي صنعا حمدت الصنع للمفـــتونِ
ماقيس بي قيس وما لجميل مـن ذكرٍ جميلٍ كي يكون قــــريني
وكُثَيِّرٌ،عندي قليل حظّـــــه ودليلُ تصغير اسمه يكفــــيني
أحسنتُحتّى قيل إنّي محســـن وإلى النسيب إجازة نســــبوني
ولهأيضًا:
ذكرَ الحمى فبكى وشــبّبْ صبٌّ لِقاني دمعِه صـــبْ
وصبالفرط صـــــبابة أضحت تجيء به وتذهــبْ
وتذكّرالزمن الــــــذي أبدًا به الأمثالُ تضــــربْ
حيثالشبابُ يجرُّ ذيـــــ ـل قشيبه تيهًا ويسحـــبْ
حيثالهنا دانٍ وحيـــــ ــث لنا بربع الأنس ملعـبْ
والشملمجتمـــــع وثدْ يُ الوصل مرتضعٌ محــبّبْ
والورقُفي العيدان غنّـــ ــتْ والنسيمُ الرطبُ شـبّب
والغصنيرقصه الصــــَّبا هبْ أنّه يثنيهِ إنْ هـــــب
هذاهو العيشُ الـــــذي فيه دموع الغيثُ تسكـــبْ
عيشحلالي عصـــــره وحرامه في كل مذهــــبْ
مازلت أذكر عهــــــدَه والذكر للمعهود أنســــبْ
ومنشعره الملحون (الحميني) قوله:
طوّلت يابلبل الوادي الخضــــير شجويفقصّر مطارحْة الهـــزارْ
خفّففما أنت بالعشقةْ خــــبيرْ خلّ الصبا به لأهل الاخـــــتبارْ
لاتدّعي الوجد إنّي لــــك نذيرْ فكل دعوى بلا شاهدْ هــــدارْ
لاأنت عاشقْ ولا شوقك كثــيرْ مفارقْ لهاتيك الـــــــديارْ
خضرةْوماءْ والبواسق مسـتديرْ والأنس حاصلْ ومحــبوبكْ يزارْ
أمّاأنا إن شَكُوتْ بُعد المســـيرْ لا لوم كم بيننا حالتْ قفــــارْ
يشجينيالبرق من شرقي شمـير لمّا حكى مبسمهْ بالافـــــترارْ
ياهلالهوى من يقل لي، مَن يشيرْ ما شوركم ما ندم من استشــارْ
كيفاحتيالي بمن وجه يغـــيرْ الشمس والبدر من وجهه يغــارْ
أقسمتما في الملاحةْ له نظــيرْ أستغفر الله ولا شمس النهـــارْ
يقنعنيالقرب منه باليســــيرْ ونار صنعا ولا جنّة ذمـــــارْ
كمليلة بات لي فيها سمــــيرْ وزارني والدجى مرخــي الإزارْ
وقاللي الدمعْ من عينهْ يســيرْ واللهما كان بعدي باخــــتيارْ
لكنْعلى مايشا ربي قــــديرْ ولهْ على كل الاشيا اقــــتدارْ
صبّرتقلبي فخالفْ ما أشــيرْ وكيف يصبرْ عديم الاصطــبارْ؟
واختمْصلاتي على الهادي البشيرْ محمد المصطفى خير الخـــيارْ
ومنهأيضًا قوله:
قلب مالكْ ترادفها نهـــدْ كلّما أن تذكّرتَ النهـــودْ
أنتممن عن التوبةْ شـردْ واتّبع للجوى في كلّ خـودْ
أنتكلّفت قلبي مارقـــدْ ونجوم الدياجي لي شهـودْ
قدسباك الرشا رئم البلــدْ كوثريالثغر ورديَّ الخدودْ
وإذاما افترّ ثغرهْ عـن بردْ قال ورد الوجن طاب الورودْ
صاحقل ما الذي أوهى الجلد مقلة الترك أم شعر الهـنودْ
ظبيلكن بحسنهْ انفـــردْ وسباني التفاته بالعقـــودْ
ربّليل خلت لما وفــــد خلت أنّي بجنّات الخلـــودْ
أجتليواجتني من كل خــد راويا من برود العـــنبرود
ماأحيلا الهوى من غير حـد هكذا ياحبيب واسلم تعــودْ
والحذرْيوهمكْ أهل الكمـــد فالحسود في الحقيقة لا يسودْ
آهما حيلتي فيها وقـــــدْ لاحمن مقلتهْ ذاك الجمــودْ
غيرمن جد قالوا قد وجـــد وإلى الصبر أولى لي أعـودْ