عبدالعزيز بن عبدالله حمرة.
ولد ونشأ في قرية (حمرة)، من قرى مخلاف (الضريبات)، في ناحية (مقبنة)، في محافظة تعز. وتوفي ودفن في مدينة (مقبنة). تاريخ الوفاة 1365 هـ / 1945 م
عالم، فاضل، شاعر. رحل إلى مدينة زبيد طلبًا للعلم، فدرس فيها على جماعة من العلماء منهم الفقيه (سليمان بن محمد الأهدل)، وجدّ واجتهد حتى نال قدرًا وافرًا من العلوم، ثم عاد إلى بلده، فتعرّف على (محمد الوزير) ابن أخي (علي بن عبدالله الوزير)، أمير بلاد تعز، الذي استطاع أن يستخرج له أمرًا من عمه الأمير بشغل وظيفة كاتب لدى العلامة (علي بن حسين الشامي)، حاكم ناحية (مقبنة)، ولما ترك (الشامي) ناحية (مقبنة)، سنة 1352هـ/ 1932م، تولى صاحب الترجمة القضاء خلفًا له، استمرَّ في عمله حاكمًا على ناحية (مقبنة)؛ حتى تولى ولي العهد (أحمد بن يحيى حميد الدين) إمارة بلاد تعز، فنقله حاكمًا على بلاد المخاء، غربي مدينة تعز، ثم حاكمًا على مدينة (حيس)، من محافظة الحديدة، واستمر على عمله هذا حتى مات.
كان عالمًا كبيرًا في الشريعة، ومرجعًا في الفقه، يرجع إليه الكثيرون من عامة الناس حتى الأمير (علي بن عبدالله الوزير)، وكان يقرض الشعر، وله قصائد عديدة اشتهرت في مجالس العلم والأدب. أبرزها تلك المساجلات التي كانت تدور بينه وبين الإمام (أحمد بن يحيى بن حميد الدين)، ومن ذلك قوله:
شرّف مديحكَ بالملــيكِ الأروعِ
ودعِ الربابَ وذكر ظبي الأكـرعِ
واتلُ الفصيح من المديحِ مكـرّرا
دمْ واليَ العهد الحصينِ الأمــنعِ
دمْ يا بْنَ طه والبتولِ وحـــيدرٍ
في قمّةٍ عليا وأشرف موضـــعِ
فبكَ الخلافة والسعادة أشرقــتْ
إشراق شمسِ الصبحِ عند المطلـعِ
يا أفصحَ الشعراءِ والبلغــاء بلْ
يا أسعد السعداء غير مدافــــعِ
سيف الخلافة أحمد المولى الـذي
أرجوه للأمر الفظيع المفــــزعِ
أشكو إليه بكلِّ أمـــــر نابني
شكوَ الحزين المرتجي المتضــرّعِ
قضّيتُ دهري خادمًا لجنابكـــم
وبغيركم يا بْنَ النبي لم أطمــــعِ
كانت له صلات وطيدة مع الثوار ضد حكم الإمامة، إذ كان من مؤسسي (هيئة النضال) عام 1354هـ/ 1934م، مع كلِّ من (أحمد المطاع)، و(عبدالسلام صبرة)، و(محمد المحلوي)، و(العزي صالح السنيدار)، و(عبدالله الشماحي)، وغيرهم، وقد ذكر القاضي (عبدالله الشماحي) في كتابه: (اليمن الإنسان والحضارة) لقاء (المطاع) بصاحب الترجمة في ناحية (مقبنة) عام 1353هـ/ 1933م؛ من أجل التشاور معه لتأسيس (هيئة النضال) مع مجموعة من الثوار.
كما ارتبط صاحب الترجمة بعلاقات حميمة مع كل من: الأستاذ الشاعر (محمد بن محمود الزبيري)، والأستاذ (أحمد بن محمد النعمان)، والعلامة (عبدالله الحكيمي)، و(مطيع دماج)، وكانت له لقاءات ومكاتبات معهم، وكان الثوار يرسلون إليه بالصحف والمنشورات التي يصدرونها في مدينة عدن بشكل سري، وكان يدعمهم ماليًّا بشكل مباشر، ويرسل إليهم بالمعلومات المهمة عن مجريات الحكم الإمامي.
كان كريما، متواضعًا، عفيفًا، حسن الأخلاق، أبيض اللون، صبيح الوجه، كثَّ اللحية. برز من أبنائه عديدون أشهرهم الشيخ (محمد بن عبدالعزيز حمرة)، الذي كان له علاقة مع الثوار؛ فقُبض عليه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين)، في مدينة الحديدة عام 1381هـ/ 1961م، وسجن في مدينة تعز، ولم يخرج من سجنه إلا بعد أن قامت الثورة الجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي سنة 1382هـ/ 1962م. وكذا ابنه السفير (عبدالجليل بن عبدالعزيز حمرة).
ومن أحفاده: (عبدالله بن محمد عبدالعزيز)، عضو مجلس الشورى سابقًا، وأحمد، والطبيب (عبدالقادر)، وقد قتل الثالث.
الموضوع : عبدالعزيز بن عبدالله حمرة. المصدر : منتديات شمير الكاتب: hamdi.m.ali
توقيع العضو : hamdi.m.ali |