الفقيه حسّان
حسّان بن سعيد بن عبدالله بن يحيى بن عبدالله بن حيدر بن عمرو
فقيه وزاهد
من عائلة تسمّى: (بني عمرو )وُلد في قرية (سواغ الجبل) /1294هـ /1877م، وتوفي في قرية (شعيب جنة)، في عزلة (ركاب)، وكلا القريتين في ناحية (مقبنة)، من بلاد شمير
وتوفي في تاريخ /14 10 1367 هـ / 19 8 1948م
حسّان بن سعيد بن عبدالله بن يحيى بن عبدالله بن حيدر بن عمرو
فقيه وزاهد
من عائلة تسمّى: (بني عمرو )وُلد في قرية (سواغ الجبل) /1294هـ /1877م، وتوفي في قرية (شعيب جنة)، في عزلة (ركاب)، وكلا القريتين في ناحية (مقبنة)، من بلاد شمير
وتوفي في تاريخ /14 10 1367 هـ / 19 8 1948م
فقيه محقق، له معرفة بالنحو، والمواريث، والتوحيد، وعلوم القرآن، وأصول الفقه. توفي أبوه وعمره تسع سنوات، فكفله عمه (محسن بن سعيد) الذي كلفه برعي الأغنام، وعامله معاملة قاسية، فكان يضربه ضربًا مبرحًا إذا ضلّت منه شاة، فلم يطق صاحب الترجمة معاملة عمه المذكور، ففر إلى قرية تسمّى: (الدخول) في عزلة (الأخدوع الأعلى)، من بلاد (شمير) أيضًا، وهناك آجره رجل يسمى: (علي بن موسى) لرعي الأغنام، فمكث لديه عشر سنين، رحل بعدها إلى مدينة زبيد باحثًا عن عمل يقتات منه، فمكث هناك ستة أشهر ولم يوفق بالحصول على عمل، فعاد إلى قرية (الحجين)، من قرى (الهقيف)، من ناحية مقبنة، واشتغل في رعي الأغنام، وبعد ستة أشهر رحل إلى قرية (الصراهم)، في ناحية (جبل حبشي)، من محافظة تعز، والتقى بالفقيه (حسان بن سنان) ـ صاحب زاوية صوفية ـ فأفصح له صاحب الترجمة عن نيته في طلب العلم لديه، فقال له الفقيه (حسّان): "عليكَ بزبيد العلم والفوائد، أمّا هنا فالموائد فقط"، فهاجر صاحب الترجمة إلى مدينة زبيد، ومكث فيها خمس عشرة سنة في طلب العلم، حيث التحق برباط العلامة المفتي (سليمان بن محمد بن عبدالرحمن الأهدل)، فدرس عليه، وعلى أخيه العلامة (أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الأهدل)، والعلامة (عبدالباقي بن عبدالرحمن الأهدل)، والعلامة (عبدالله بن محمد البطاح)، والفقيه (عبدالرحمن الشرفي)، مفتي المذهب الزيدي في مدينة زبيد، والفقيه (داود بن حجر القديمي)، وغيرهم.
عاد إلى قريته (سواغ الجبل)، وباع ممتلكاته من ميراث أبيه، ثم عاد إلى مدينة زبيد لمواصلة العلم مستعينا بما معه من مال على شظف العيش، وظل على ذلك خمس سنين أخرى عاد بعدها إلى قرية صغيرة تسمّى: (الغول) في عزلة (ركاب)، وتزوّج فيها، وأنجب ابنه (عبدالجليل بن حسان)، واستقرّ في القرية المذكورة، قاصدًا نشر العلم فيها، وكان أبناء (شمير) أميين في ذلك الوقت، وعلى جهل بالعلوم وخاصة علم الفقه، ففتح رباطًا علميًّا في بيته المتواضع، غير أن أحدًا لم يأتِ للدراسة عليه، فانتقل من القرية المذكورة إلى قرية قريبة منها تسمّى: (شعيب جنّة)، وابتنى له الحاج (ردمان موسى)، شيخ القرية، دارًا من طابقين بجوار جامع (بدح)، فسكن صاحب الترجمة الطابق الثاني، وجعل الطابق الأرضي رباطًا علميًّا، فتوافد عليه الطلاب من قرى (الملاحطة)، و(الخياشن)، و(المنبر)، و(السواغين)، وغيرها من قرى وعزل بلاد (شمير)، فأقام الجمعة والجماعات، وازداد نشاطه حتى امتلأ الرباط والمسجد بجموع طلابه.
وتزوج من أخرى، فأنجبت له عددًا من الأولاد. منهم: ابنه (عبدالسلام بن حسّان)، ولم يزل مدرسًا حتى توفاه الله، ويعتبر هذا العلم المؤسس العلمي والروحي للحركة الفقهية والتعليمية في بلاد شمير، ولم أتلق علمًا على يد أي مدرس في شمير إلا حدثني وترحم على هذا العلم باعتباره أستاذه.
من تلاميذه: ابناه (عبدالسلام بن حسان)، و(عبدالجليل بن حسان)، و(عبدالنور بن علي بن عبدالواسع النهاري)، و(عبدالحميد بن عبدالنور النهاري)، و(عوض بن قاسم بن زيد الحداد)، وأولاده (أحمد بن عوض)، و(عبدالله بن عوض)، و(عبدالماجد بن عوض)، و(هائل بن محمد بن عبده بن ناصر بن حيدر)، و(محمد بن عبدالرزاق بن عبدالمغني النهاري)، و(هائل بن غالب بن محمد العوي)، وأستاذي السيد (عبدالسلام بن محمد بن عبده سعد الحداد)، و(منصور بن محمد بن أحمد بن علي)، و(أحمد بن حسن القمعري)، وأستاذي (عبدالرقيب بن حامد بن عبدالحميد)، و(عبدالعزيز بن عبدالله حمرة)، و(علي بن محمود بن حسن)، و(عبدالوهاب بن حمود الحكيمي)، و (عبدالمالك بن محمد صالح الأقرم)، و(عبدالرؤوف بن عبدالماجد بن عبد السلام شداد)، و(فرحان بن سنان بن راجح)، و(درهم بن عبدالجليل بن سنان)، و(عبدالقوي بن علي بن ردمان)، و(أمين بن ظافر بن عبدالله بن زيد)، و(عبدالحميد بن حازم بن عبدالله)، وكلُّ واحدٍ ممن ذكرت من تلاميذه أصبح علمًا شهيرًا في قريته يعلِّم الناس العلم ويفتي.
كان صاحب الترجمة آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، باذلاً نفسه في نشر العلم، عرف الناس قدره فأحبه عامتهم وخاصتهم، وقد توفي إثر سقوطه من سطح داره ليلاً، وحضر جنازته جموع كثيرة من طلابه ومحبيه؛ حيث دفن في مقبرة تسمى: (المحفارة)، في عزلة ركاب
رثاه عدد من تلاميذه، منهم العلامة الأديب (محمد بن عبدالرزاق النهاري) الذي قال فيه:
شيخ الأنام غدا ضجيعَ ترابِ
حسّان يالله مـــــن آدابِ
شيخ الفرائضِ بل وحيد زمانهِ
والزاهدُ السَّجاد في المحـرابِ
لبسَ الخمولَ فكان آثرَ حلّــةٍ
والفقرَ آثره على الإكســـابِ
جعل القناعة دأبه وشعـــاره
ودثاره فسما علـــى الأترابِ
عذب الشمائل في التواضع آية
تتلى على الأقرانِ والأصحـابِ
يلقي الدروس بصورة محبوبة
يبدي دقائقها بكل صـــوابِ
لهفي على شيخي ولهف أحبّتي
لهفي على ذي العلـم والآدابِ
أسفي على تلك العلوم تغـيّبتْ
كالشمسِ لمّا آذنت بذهـــابِ
يا معشر الإخوانِ هذا شيخكـم
أضحى حليف الرمس والأكثابِ
ياربّ فاجبر كسرنا بمصــابهِ
واعصم قلوب ذويهِ والأصحابِ
واجعل مقيل فقيدنا في جــنّة
واشمله في رحماكَ خير سحابِ
ورثاه العلامة الأديب (أحمد بن حسن القمعري) بقصيدة منها:
يا عينُ جودي بمدمعٍ هـــتّانِ
يا عينُ جودي بمدمعٍ هـــتّانِ
متتابعٍ يحكي عقود جمــــانِ
ابكِ على الشيخ الذي نفحــاتهُ
شملتْ وعمّت سائر البلـــدانِ
ونمت على طلابه بركــــاتُهُ
فسموا على النُّظراءِ والأقــرانِ
حسّان يالله من شيخ غــــدا
متنعّم بالرُّوحِ والريحـــــانِ
أضحى نزيل الله في دار البقــا
وكفاكَ بالمنزولِ من مــــنّانِ
أسفي على الشيخ الذي في رمسه
دفن الوقار ودوحة العرفــــانِ
كم كان يحيي ليله بتهجّـــــدٍ
وخشوع قلب ليس بالوســـنانِ
سهل الخليقة للأنام جميعهـــم
طلق المحيا ليس بالغضــــبانِ
ياربّ فاجعل روحَه في جنّة الــ ـفردوسِ معْ من فاز بالرضـوانِ