إِنها السَاعةُ الثَانِيه مِن مُنتَصفِ ليلِ يومَ الأربِعاءَ.. الظَلامُ يَعمُ أَرجاءَ الغُرفه..الهُدُوء والصَمتُ يسكُن بَينَ حَناياَ ذَلِك الظَلام!.. أُشعِل ُشَمعة ًواحِده فقَط ..تُنُيِر لي المكَان الذي كُنتُ مُستلقِيه بِراحةَ جَسدِي عَليه.. تُنيِر لي ذاكَ المكَان فَقط!.. يَكُسو الغُرفة الطَقسُ البَارد..وأكُسو جِسمي بِقطعة ٍمِن الصُوف تَقِيني القَليِلُ مِن تِلكَ البُرُوده.. كَسوتُ نفسِي وماَزِلتُ أشعرُ بِالبرُوده!... ألقَيتُ بِرأسي وسطُ حُضنِي وضمَمتُ يدي بِقوة إلى حُضني كي أَشعُرُ ولو بِقلِيلٍ مِن الدِفء.. إِن دِفء حُضن الإِنسَان لاَمثِيل له.. ولَكِن حِينماَ تَرمي بِنَفسِك وسط حُضن إِنسان آخر.. ستَقُول ُ لي بِأنك شعرتَ بِالدِفئ والحناَن والأَماَن أكثر!.. أماَ أنا فلا!!! شَعرتُ بِشُعورٍ مُعاَكِس لَكِن فقط لِمره واحده!.. لاَتعجب مِماَ قُلت!.. فقط جرب ذَلِك بِنفسِك.. أنا لم يكُن إِنسان سِوايَ فِي تِلكَ الغُرفه لإِرتمِي بَينَ أحضاَنِه وأشعُر ليسَ بِالدِفء فقط بل بِالحنانَ والأمان لِهذاَ ألقيتُ رأسي في حُضني وضممتُ يدي بقوه إليه كذَلِك.. شَعرتُ بِالدِفء والأمان والحنان حِينها لأِنني مُتأكِد بِأنهُ لايُوجد شَخصٌ ما يَحِنُ عليَ أكثر مِماَ قد حنيتُ علىَ نفسي.. ولاآمن نفسي عليهِ إِلا أناَ مِن نفسي ولاحُضنٌ دَافئِ سِوىَ حُضني!.. شُعُوُرٌ غرِيب! لأِول مره أُجرِبهُ وأشُعُر بِهِ.. تسَاقطت قطراَت مِن شمعَتي المُضاَءه صرفت إِنتِباَهي عن ماَ أُدوِنُهُ مِن مشاَعر إِليها.. نَظرتُ إلى القطرَات المُتساَقِطه وجدتُها تَسِيلُ كَنهرٍ جاري وفجئه تَتجمدُ في المكَان الذي قد تناَثرت بِه وساَلت بِهِ!.. تسائلتُ في نفسي .. هل ياَتُرى تَجمدت هي أيضاً مِن شِدة البُروُده؟؟!.. هل تَشعُر بِالدِفء والحنَان والأماَن حِينماَ أُشعِلهاَ؟؟ وتفقِدَهُ حِينماَ تتناَثرُ مِنهاَ قطرات!.. تَمنيتُ أن أعرِف الإِجابةُ مِنهاَ.. ولَكِنهاَ جماد.. خطر على فِكري سؤُال.. حِينماَ قُلتُ بِأنهاَ جماد... أهَذا يعني أنها لاتشعُر بِمن حولها؟؟؟ بِماَ يَفعلهُ الناس بَها؟؟ بِماَ قد يدور حولها؟؟ أجبتُ على نفسي بِسرعه وقُلت بِأنها تَشعُر بِالسعاده والدِفء والأمان والحنان فقط حِينماَ أُشعِلُهاَ وتُنِير لي.. فهذا الهَدفُ الأساسي مِن وُجُودِها بِالحياه.. نَظرتُ إِليها طَوِيلاً لم ترمِش عيناي حِينها.. أُعجِبتُ بِها.. لقد صنعت لِنفسِهاَ هدفاً حققتهُ على الماَضي مِن الزماَن والحاَضِر وسوفَ تُحقِقُهُ في المُستقبل المجهول.. هذهِ الشمعةُ فقدت الإِحساس على قول الكثِير مِن الأُناس ولكِنهاَ لم تهدِم هدفهاَ الذي قامت بِبنائِه.. بل أكملت مسِيرتهاَ بِكُل ثِقه.. هذهِ شمعةٌ لم تفقِد الأمل لِزوال إِحساسِهاَ كماَ يدعي الكثير.. إنها ضِد جُزءمِن البشر الذي لو فَشِل في تحقِيق هدفٍ مِن أهداَفهِ ليإس وكف عن طُمُوحهِ.. أَتُصدِق أنَ تِلكَ الشمعة فاقِدةُ الإحساس كماَ يظُنون أفضل مِناَ نحنُ البشر ذوي الإحساس!.. ستُصدِق رغمَ أنفِك لو تأملتها!.. هُناَ أتوقف عن الكِتابه بِما يجوُل في خاَطِري لقد سقطت دمعةٌ حارِقه على وجنتاي الباَرِده .. وبدأت أنفاسي تهدأ وعيناي تغفى وعقلي يكُفُ عن التعبير!. ولم يبقى مُتحرِكاً في سِوى نبضات قلبي تِلك... طابت لياَلِيكُم بِكُلِ الرِضاء... أبوريــــــــــــــــــــــــــــان |