تركيا ترعب الكيان الصهيوني بفيلم عن سفينة مرمرة
«جيمس بوند التركي» يثأر للفلسطينيين وأصحاب القضية في سبات
على إثر الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية"، في نهاية شهر آيار- مايو الماضي، خرجت الجماهير العربية حاملة الأعلام التركية وهي تهتف بحياة "الناصر" أردوغان؛ في خطوة عظّمت من الوجود التركي في الأوساط الشعبية العربية التي لا تهتمّ بالمخطّطات السياسية والاستراتيجية الاقتصادية؛ وكلّ ما يهمّها صوت يدافع ويعبّر عمّا يختلج في الصدور من ألم جاثم منذ سنين طويلة.
تركيا لم تحتمل أن يموت تسعة من أبنائها برصاص الإسرائيليين في عدوان غادر على سفينة "مرمرة" التي كانت متّجهة إلى غزة محمّلة بمساعدات إنسانية، فصمّمت على الثأر ووعدت بفضح صورة اسرائيل وتخليد العمل البربري ضدّ "مرمرة"، من خلال عمل سينمائي يبقى شاهدا على هذه الوحشية.
تركيا وعدت وأنجزت، وها هي شركة الإنتاج التركية "بانا" تعلن الانتهاء من تصوير فيلم سينمائي يوثق حادثة اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية؛ أما العرب، وكعادتهم، وعدوا، لكن طال العهد بهذه الوعود حتى أصبحت بالية تزيد من عمق الجرح النازف منذ أكثر من ستين سنة؛ تركيا ثأرت لتسعة فقط من أبنائها؛ فمن سيثأر لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين استشهدوا في الأراضي المحتلّة ولملايين تمّ تهجيرهم من أراضيهم ووطنهم؟
في إحدى الزيارات النادرة التي قام بها عدد من الفنانين العرب إلى قطاع غزة المحاصر دعا نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي إلى وضع أجندة عمل لأعمال فنية يتحد فيها كل الفنانين العرب؛ ووعد أهل غزّة بمسيرة تضمّ 1000 فنان عربي سيأتون من كلّ أنحاء الوطن العربي إلى الأرض المحتلّة؛ ودعّم رأيه نقباء الفنانين السوريين واللبنانيين، والأردينيين.
مساكين أهل غزةصدقوا
انتظر أهل غزّة هذه المسيرة وهذه الثقافة التي ستكرّس فكر المقاومة في الدراما والمسرح والغناء والسينما؛ ولكن طال الانتظار؛ كلّهم تكلّموا باسم الفن العربي ليسجلوا بصمت ثقافة الكلام التي لا تصنع النصر والعزة والكرامة. وجاء "الفرج" أخيرا، وكالعادة من خارج معاقل الوطن العربي، من تركيا التي اتّخذت من الإعلام، والدراما بالتحديد، حصان طروادة وتسلّحت بالقضية الفلسطينية، فنجحت في كسب قاعدة جماهيرية عريضة في الوطن العربي بعد أن وجدت الساحة خالية.
بعد مرحلة الاقتحام الاعلامي، أصبحت أنقرة واثقة كثيرا من نفسها إلى درجة أنها قرّرت أن توسّع من فتوحاتها الإعلامية في المنطقة العربية، وقد وجدت في هذا الباب منفذا إلى فتح الباب العالي من جديد؛ فبعد أن نجحت في التأثير على عقول الجماهير العربية بآراء قادة حكومتها، ودغدغت مشاعرهم من خلال المسلسلات والأعمال الدرامية؛ لم يعد يرضيها أن يعرض مسلسل تركي في هذه القناة أو تلك، ولم يعد يشبع توقها إلى استعادة أمجاد الماضي، بعد أن خذلها الاتحاد الأوروبي، هتافات الجماهير العربية بالنصر لرئيس وزرائها وهو "يهدّد" اسرائيل ويتوعّد بالثأر للشعب الفلسطيني؛ فقرّرت أن تتوسّع أكثر في هذا المجال.
بعد "انفصال" و"واد الذئاب" و"صرخة حجر"؛ جاء "وادي الذئاب-فلسطين"، وهو فيلم على طريقة أفلام "جيمس بوند" الأمريكية حول "مرمرة" التي استهدفها اعتداء من قراصنة الاحتلال الاسرائيلي، ما أسفر عن مقتل تسعة من الأتراك الذين كانوا على متنها قبل أن يتم اقتياد الأسطول قسرا إلى ميناء أسدود المحتل.
حالة من القلق والرعب انتابت المسؤولين الإسرائيليين عقب الإعلان عن الانتهاء من تصوير الفيلم الذي بلغت تكاليف إنتاجه أكثر من 10 ملايين دولار، ليكون العمل الأعلى تكلفة في تاريخ السينما التركية؛ وهو مبلغ زهيد مقابل ما ستجنيه تركيا من ربح على الصعيد السياسي بالخصوص؛ وقد بدأت بالفعل تقطف ثمار هذا الاستثمار الناجح للقضية الفلسطينية بعد أن وجد الحديث عن "وادي الذئاب-فلسطين" طريقه في المنتديات والمدوّنات العربية بانتظار ما سيفعله "جيمس بوند" التركي بالاسرائيليين الذين يرون في هذا الفيلم طريقة جديدة من تركيا للانتقام من "إسرائيل" بسبب عدوانها على نشطاء حقوق الإنسان الذين كانوا على متن السفينة التركية "مرمرة".
قد "تخشى" اسرائيل حقّا تأثير هذا الفيلم التركي ونجاحه، ولكن لن يكون مردّ خشيتها مشاهد الجنود الإسرائيليين، الذين وصفهم الفيلم بالقتلة، وهم يعتدون على النشطاء الأتراك على متن السفينة؛ بل غضبا على تضخيم صورة البطل التركي الذي يقدم في نهاية الفيلم على قتل الضابط الإسرائيلي الذي كان مسؤولا عن الفرقة العسكرية الصهيونية التي اعتدت على "مرمرة"؛ وهي صورة ستنتقل إلى أرض الواقع وستحوّل البطل التركي السينمائي إلى شخصية حقيقية منشودة عند ملايين العرب والمسلمين وسيزيد ذلك من شعبية الأتراك في صفوف الجماهير العربية شاءت حكوماتهم ذلك أم أبت.
تركيا عرفت من أين يُؤتى المجد، وتبعتها في ذلك، ولو جزئيا، إيران، الأولى من خلال اللعب على ورقة القضية الفلسطينية والثانية عبر استغلال الجفاف الدرامي العربي في مجال الأعمال الدينية، وحتى هوليوود أيضا أدلت بدلوها فتحدّثت عن العراق وعن غوانتنامو وعن دارفور وأزمة النفط العربي؛ في حين يكتفي أصحاب كلّ هذه القضايا وضحاياها الحقيقيون بالتفرّج والتصفيق على هؤلاء "الأبطال" الذين ينجحون بقضايانا..
الإعلام، بكل ألوانه، أضحى اليوم، سلامحمد - تسقط اسرائيل
النصر قادم ... فقط لو تزحزحة القادة العرب عن مقاعدهم هم نيييييييييام لكن سوف تأتي ضربة قوية من اجل تيقظهم من النوم
الموضوع : يثأر لقضية فلسطين من الخارج واصحاب القضية في سبات المصدر : منتديات شمير الكاتب: حسن البكري
توقيع العضو : حسن البكري |