نصر أحمد ناصر عبيد الشعبي
ولد في قرية (الأشعوب)، في بلدة (شمير)، غربي مدينة تعز. 1340 هـ /1922 م
عالم، فاضل، له معرفة ببعض العلوم، درس القرآن الكريم بداية على يد الشيخ (عبدالرزاق رزين) في قرية (الصريحية ـ أشعوب)، من بلاد (شمير) لمدة عام كامل، ثم عمل في رعي الأغنام، ثم تولى التدريس في كُتّاب قرية (الأشعوب)، من بلاد (شمير) أيضًا، ثم رحل إلى مدينة عدن، ومكث فيها عامين، منتظرًا طلب عمل من بريطانيا؛ ليهاجر فأقام في مضافة الحاج (هائل غالب) وكيل المغتربين، وجالس العلماء والفقهاء؛ مثل: العلامة الشهير (محمد بن سالم البيحاني)، والعلامة مفتي عدن (باحميش)، كما مكث سنة أخرى في مدينة (التواهي) لدى (عوض قاسم) وكيل المغتربين أيضًا، وهناك داوم على الحضور في مسجد الشيخ (الهتاري).
وخلال تلك المدة؛ درس على العلامة (عبدالكريم بن قاسم)، وزامل (محمد بن سعيد الشيباني) في الدراسة على العلامة (عبدالله الجراش الصلوي) في متن (أبي شجاع) في علم الفقه، ومتن (الآجرومية) في علم النحو، وعمل خلال تلك المدة طبّاخًا في قلعة عدن.
كما درس في مدينة (التواهي) على الشيخ (قاسم الضالعي) كتاب: (تحفة الأطفال)؛ للعلامة (سليمان الجمزوري) في علم التجويد، ثم سافر إلى السعودية؛ للعمل في شركة (أرامكو)، وكان سفره بحرًا على قارب شراعي؛ عانى فيه الكثير من المتاعب؛ حتى كاد أن يموت فيه جوعًا أوغرقًا.
وكان ذلك في عصر الملك (عبدالعزيز بن سعود) - فعمل مع بعض رفاقه حمّالاً في الميناء داخل السفن، وفي الأرصفة، واستمر على ذلك مدة شهرين؛ رحل بعدها إلى مكة المكرمة معتمرًا؛ فطاب له فيها المقام، فأقام فيها أربع سنوات، يعمل نهارًا في أعمال البلاط والأسمنت مع شركة (ابن لادن)، وفي الليل يدرس في حلقات العلم في الحرم المكي بين المغرب والعشاء، وبعد صلاة الفجر.
ومن مشائخه في الحرم المكي: العلامة (حسن اليماني)، الذي جاء من جزيرة (جاوة)، من أندونيسيا، وأقام هناك، وهو والد (أحمد زكي يماني).
ومن مشائخه: العلامة (عبدالله سعيد اللحجي)، والعلامة (أمين كتبي)، والعلامة (يوسف الجاوي)، والفقيه (محمد بن علوي المالكي). ثم عمل صاحب الترجمة حارسًا ليليًّا مع الحكومة السعودية لمدة عام؛ حفظ خلالها القرآن في مدرسة (الفلاح) في مكة المكرمة، ثم جاءه خبر موت أمه في اليمن؛ فحج من عامه لنفسه، وذلك سنة 1368هـ/ 1948م، ثم والى الحج بعد ذلك أربع سنوات متتالية، كان يعتمر فيها كلَّ ليلة تقريبًا، ثم عاد سنة 1372هـ/1952م إلى اليمن، وتزوج في قرية (الأشعوب)، من ابنة عمه، ثم فتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ومن تلاميذه الذين تخرجوا على يده: (سليمان بن أحمد بن عوض)، وكثير من طلبة العلم؛ ذكورًا وإناثًا.
ولما رأى شدة الإقبال على العلم؛ أسس مدرسة أخرى في قريته (الأشعوب) فوق بير (الزبيب)، وواصل فيها التدريس، كما عمل على تطوير مدرسة (الكفاح) في قرية (الأشعوب) أيضًا، وتعاون معه بعض أبناء قريته على أن يجعلها مدرسة حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة تعز، وأقام فيها مدرسًا، وامتلك فيها منزلاً، نقل أهله إليه، ثم عين مديرًا لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة تعز، وذلك من قبل مؤسسها (عبده بن محمد المخلافي)، رحمه الله تعالى.
سافر إلى مكة المكرمة حاجًّا، ودرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وانتظم في صفوف طلابها، بكلية القرآن بموجب توصية خاصة من الشيخ (عبدالعزيز بن عبدالله بن باز)، رحمه الله تعالى، فحفظ فيها كثيرًا من المتون العلمية؛ مثل: (متن الشاطبية) في السبع القراءات، و(الدرة) في القراءات الثلاث، ثم عاد إلى مدينة تعز؛ فدرس أصول الفقه على يد العلامة (محمد بن سالم البيحاني) - الذي فرّ من مدينة عدن إلى مدينة تعز، إبان قتل العلماء وتشريدهم من قبل سلطات الحكم الاشتراكي في عدن بين 1967 و1970م، وأقام حلقات علمية في تدريس الفقه، والنحو في كثير من مساجد مدينة تعز؛ مثل: مسجد (الضبوعة)، ومسجد (طلحة)، وجامع (القرشي) وغيرها.
وصاحب الترجمة؛ كثير العبادة، متمسك بالعزيمة. حجَّ ما يقرب من أربعين حجة، وحفّظ أبناءه وبناته القرآن الكريم غيبًا، وشدَّ على أيديهم في تلقي العلم؛ حتى صار منهم: القاضي، والمدرس، والمهندس، والموظف.
الموضوع : نصر أحمد ناصر عبيد الشعبي المصدر : منتديات شمير الكاتب: hamdi.m.ali
توقيع العضو : hamdi.m.ali |