عبدالوهاب محمود سليمان راجح النهاري
ولد ونشأ في قرية (جورانة)، وتوفي 26 5 1413 هـ / 21 11 1991 م ودفن في قرية (تويرة)، القريبة منها، وكلتا القريتين في عزلة (أخدوع أعلى)، من ناحية (مقبنة)، في بلاد (شمير)، من محافظة تعز.عرفته، وجالسته عدد سنين.
فاضل، متصوّف. نشأ في أسرة خير وصلاح، وتلقى مبادئ بسيطة من العلوم في كُتّاب قريته،
لدى الفقيه (سعيد بن غانم)، في السابعة من عمره، حيث قرأ عليه القرآن الكريم، ومبادئ في فقه العبادات وعلوم الدين،
كما درس على فقهاء آخرين؛ منهم: العلامة (عبدالجليل بن غالب النهاري)، والفقيه (عبدالمجيد بن علي البلعدي).
توفي أبوه وهو في الثامنة من عمره، فذاق مرارة اليتم، وتحمل أعباء كفالة أمه وإخوته بعد أن اشترى له جملاً، وعمل في تأجيره على المسافرين من بلاد (شمير) إلى مدينة زبيد وحيس، وغيرها من المدن التهامية في اليمن، واستمرّ على ذلك سنين عديدة، حتى قامت الثورة الدستورية سنة 1367هـ/ 1948م، التي أطاحت بالإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، وخلفه على الإمامة والحكم ابنه الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين)، وحدثت كثير من القلاقل والفوضى، مما جعل صاحب الترجمة يترك قرية (جورانة)، التي تقع على طريق العسكر، وينتقل منها إلى قرية أنشأها في إحدى الهضبات القريبة، تسمّى: (تويرة).
وفي الخامسة والثلاثين من عمره؛ ترك الأسفار على الجمل، وتفرّغ لطلب العلم والتصوف؛ حيث لازم الشيخ المتصوف (علي بن محمد حسّان)، الذي كان يلتقيه في قرية (جورانة)، أو في ناحية (جبل حبشي)، من بلاد تعز، وقد أفاد كثيرًا من ملازمته له، وبدأ يداوي المرضى بطب الأعشاب حتى برع فيه، واشتهر به بين الناس، فقُصِد من نواح شتى.
وفي قرية (تويرة) بنى مسجدًا، وزاوية للتصوف، فتتلمذ فيها الكثيرون. منهم: ابن أخيه (أحمد بن عبدالقوي بن محمود النهاري)، وزارها عدد من المشاهير والعلماء والوعاظ، ومنهم (محمد بن سليمان الإدريسي) مفتي مدينة زبيد، والعلامة (أحمد بن داود البطاح)، والفقيه (خالد بن محسن المخلافي)، والعلامة (محمد بن علي عجلان)، والعلامة (عمر بن أحمد سيف)، ومن العلماء الذين كانوا يقومون بالتعليم في زاويته: العلامة (الجنيد بن عبدالله النهاري)، الذي كان يقوم بتدريس القرآن الكريم.
كان ورعًا، تقيًّا، كريمًا، يحب العلماء والصالحين، ويأنس بهم، بشوشًا لضيوفه، خدومًا لهم، ناصحًا، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، ساعيًا في رفع الظلم عن الناس، يحب المساكين، ويؤاكلهم ويجالسهم، ويرعى فاقدي الحواس أو بعضها حتى المجانين أصيب بمرض عضال أقعده مشلولاً بجلطة؛ فلزم منزله خمس سنوات؛ حتى توفي - رحمه الله - عن اثني عشر ولدًا: أربعة من الذكور، وثماني من الإناث، وقد رويت له بعض الكرامات.
الموضوع : عبدالوهاب محمود سليمان راجح النهاري المصدر : منتديات شمير الكاتب: hamdi.m.ali
توقيع العضو : hamdi.m.ali |