قصائد الشاعر لقمان ابو تميم
شاعر شمير المعروف
دمعة في حضرة الفقيد
صوت المحبة
لحـــــــــن الغربة
شوامخ الإبداع
شاعر شمير المعروف
دمعة في حضرة الفقيد
* في يومٍ شاتٍ وأنا منهمكٌ في كتابة بحث عن شاعر العربية (أبي الطيب المتنبي) أتاني خبر وفاة أخي الحبيب/ أحمد أمين عائض، بحادث مروّع في طريق تعز – الحديدة، وبالتحديد في منطقة أصبحت باب إلى الدار الآخرة وهي: (البرح = جوار مصنع إسمنت البرح)، شابٌ في عشرينيات عمره، صالحٌ متديَن – أحسبه كذلك والله حسيبه- فما شعرت إلا وانا أقلب الورق على الجهة الأخرى لأسطر هذه الأبيات، وتركتها من يومها بدون عودة او تنقيح:- يـا بـرحٌ مـا لـكَ تخطـفٌ الأحبـابـاوقَضيـتَ دهــركَ خاطـفـاً سـلاّبـا وأرى لعزرائيـل عـنـدك موطِـنـاًجعـل الطريـق إلـى القيامـة بـابـا يـا بـرحُ والأيــام تعـصِـرُ حزنـهـاأوَ مـا برِحـتَ علـى الحيـاة عقابـا أَعلِمـتَ مَـن أوْدتْ يــداك بـروحِـهِأَجَهِلتَ مِـن أمسـى لديـك مُصابـا أَوَ هكذا تبغي السـواغَ(1) حزينـةًتـئِـدٌ الحـيـاة وتسـلُـبُ الأصـحـابـا يـا بـرحُ.. والآهـات تنـدبُ حظَّهـاتبكـي حبيبـاً فــي رِحـابـك غـابـا يا أحمدٌ.. يا ابن الأمين ومهجتينسَجت عليـك مـن الصـلاة نقابـا يا أحمدٌ.. يا ابن الأمين ومهجتيسكبت عليك من الصـلاة سحابـا يا طارقاً باب السمـاء وكـلٌّ مَـنلَحَـدُوك فـي الغـدِ يطرُقـون البابـا تلك الطريق هي الحيـاة سلكتَهـاوكـتـبـتَ بـالــدَّمِ حـكـمـةً وكـتـابــا *** طالَ انتظـارُك يـا (أميـنُ) فَهَاكَـهُمِـن آل بيتِـك مَــن بقـربِـك طـابـا :- أبتـاهُ قــد عِـفـتُ الحـيـاة بـذلـةٍلـمـا رأيــتُ مــن الـنّـعـاج ذئـابــا فـــي كـــل ِّ يـــومٍ للمـنـيَّـة مُـنـيـةٌوتــمـــرُّ دون مــنــيــة أحــقــابــا قـد كنـتَ حارسـهـا وكـنـتَ أميـنَـهوالبُـعـد أَشـمـخ بـعــدك الأذنـابــا شَـرَف النهايـة خـيـرُ مــا أمّلـتُـهمـن عيـشـةٍ أُزرى بـهـا وأُعَـابـا *** في لحظةٍ شهد الزمـان مصابهـالـو كـان يـدري مـا الكـلام أجابـا والموت يُمسـكُ بالنفـوس كأنمـالِـجَـنـابِــه تَـتـكــاثــرُ الأصـــلابـــا *** هــي مِيـتـةٌ قــد عشـتَـهـا لكـنـنـانـحـن عليـهـا مــا نــزال ركـابــا فالمسجد المشهور تعشق طهرهعـنـد الـصــلاة وتَـفـتـحُ الأبـوابــا ولدى الوداع جثـا عليـك مسلِّمـاومـعـانـقـاً مـسـلـوبـه الـسـلابــا *** تلـك المنايـا حكمهـا عـدلٌ فـمَـننـادتْــهُ سَـلّــم روحــــه وأجــابــا هـــي نـقـلـةٌ لـكــن إلـــى أبــديّــةٍمـا مثلهـا فــي النـاقـلات مهـابـا **** هم يصعدون إلى السماء كهولةوابن الأمين إلـى السمـاء شبابـا أبكيـه مـا بكَـتِ السـواغ يتيمـهـاقـل للشجينـة طِـبـتِ مـنـه تـرابـا أَيغيبُ عن وجهي فلن أنسـى لـهوجها يفوق على الضياء نصابـا قــد ألـحــدوه قلـوبـنـا وعقـولـنـادمــه جـــرى بدمـائـنـا وتـرابَــى أَوَ تـأكـلُ الـديـدان وجـهـاً طالـمـاعشـقَ الوضـوءَ ونـوَّر المحـرابـا أوَ تـأكـل الـديــدان قـلـبـاً طـالـمـاوســع الجمـيـع ولَمـلَـم الأتـرابـا كـــلا.. إذا شـــاءت إرادة خـالــقٍرحـــمَ الفـقـيـد وســلَّــم الأوَّابــــا فعليـك مـن رحمـات ربـك كلـهـاوعسى دعائـي أن يكـون مجابـا |
مهداة إلى أخي الحبيب/ عبد الرحمن محمد علي الحداد آلاء حــــبــــك أعــــظـــــم الآلاء ونـزيــل قـلـبــك أســعــد الــنــزلاء سافرت في معنى هواك فلم أجـد لـمـطـيـتــي إلا عــظــيــم إخـــائـــي حـب يَكِـلُّ الوصـف عـن إبـداعـه ويـذوب عنـه الحـرف فـي إنشائـي حــب تغـنـي الطـيـر مــن ألحـانـه لـحـنـا يـذيــب صـبـابـة الـشـعــراء فأنا الـذي أوجعـت فيـك قصائـدي وجمعـت فـيـك سعـادتـي وشقـائـي يـا كـل وجدانـي وحيـرة هاجسـي يــا كــل إحسـاسـي وحـــب بـلائــي صـوت المحبـة أرسلـتـك حقيـقـة خـافــت بـدونــك قــلــة الإصــغــاء مــاذا أقــول وفـيــك زاد تـولـهـي وتجمـعـت بــك يــا أخــي أشـيـائـي فــي كـــل يـــوم لـلـقـاء مـواعــد طـافـت بـهـا روحــي ولـــذّ بـكـائـي وأظـل أركـض خلـف وعـد حـالـم نـسـج الـخـيـال لـــه أحـــر لـقـائـي وأسير وحدي في متاهات الهوى لا الشعـر يرثـى لـي ولا صحـرائـي مـن بعـدك التبسـت علـيّ حقيـقـة الدنـيـا وعـشـت مشـتـت الأرجـــاء حـتـام تستعـمـي عـلـيـك حقـيـقـة هـــي أنـــك الـدنـيـا بـــلا استـثـنـاء يـوم الـوداع وتـلـك آخــر لحـظـة ودعـــت فـيـهـا أنــفــس الأشــيــاء ودعت روحي والجمـال وكـل مـا يـبـقـي الـحـيـاة جمـيـلـة الأشــيــاء وجعـي أيـا وجـع القصـائـد كلـهـا شجـنـي ومـولـد أعـظـم الـشـعـراء |
بــقــايــا مــــــن الأمـــــــس فـــــــي لــحــنـــه يــــــــــراودُهُ فــــــــــي ثـــنـــايــــا الأمــــــــــلْ وشـــيـــئٌ مــــــن الــهــمْــسِ فــــــي طــيــفـــه يُـــــطـــــلُّ بـــــمـــــاضٍ غـــــنـــــيٍّ رَحـــــــــــلْ هـــــــو الــعــيـــد والــمــلــبــس الـمـخــمــلــيّ وهِـــــنـــــدامُ طـــــفـــــلٍ وأمــــــــــرٍ نَــــــــــزلْ هــــــو الــــــذلّ عــشــعَـــشَ فـــــــي جــيــبـــه هـــــو الـبــحــثُ يـــــا ربــمـــا لـــــو حـــصـــلْ تـــــداعَــــــت بــــأيــــامِــــه الـــمـــعـــضـــلاتْ وأســــلــــمــــه لــلــمـــطـــايـــا الــــجــــلـــــلْ هـــــــــروبٌ ســـــــــوا هــــنـــــا أو هــــنـــــاكْ وحــــيــــداً يــســـيـــرُ غــــريـــــبَ الــــهـــــوى تــحـــمَّـــلَ هـــــــــمَّ الأســـــــــى والــــكـــــلامْ وأســلـــمـــه الــــيـــــأسُ فـــــــــي مـــحـــنـــةٍ لـــبـــحـــرٍ مـــــــــن الـــقـــلـــقِ الــمــســتـــدامْ تُــــزَلْــــزِلُـــــهُ ســــانــــحـــــاتُ الــــصَّــــبَـــــا وتـــعْـــلَـــقُــــهُ ذكـــــــريـــــــاتٌ عـــــــظـــــــامْ رعـــــى الله مــــــا فــــــات مــــــن أمـــســـهِ ب”وادي الـجُـمَــيْــلِ(1)” عــظــيــمِ الــمــقـــامْ هــــنـــــاك تــــنـــــزَّل وحـــــــــيُ الـــــهـــــوى فــــآمــــن والــــحـــــبُّ هـــــــــديُ الــــكـــــرامْ لــقـــد كـــــان فـــــي إِلْـــــفِ عــيـــشٍ هــنـــاكْ دهـــــــــورٌ أطــــلَّـــــتْ بـــــمـــــاضٍ جـــمـــيــــلْ ويــــــــوم الــــريــــاض زمــــــــانٌ طــــويــــلْ صـــدىً هـــل تـــرى غــيــر صــــوت الــمــدى وتــســمـــعُ غـــيــــر اصـــفــــرارِ الأصــــيــــلْ وتــــأتــــي الــــســــرابَ بــــكــــأسِ الــظـــمـــا نـــــــزولاً عـــلــــى رغـــبــــة الـمـسـتـحــيــلْ دمٌ ضــــــمَّــــــدَ الــــســــيــــف أشــــــــــــلاءه هـــنـــا آخــــــر الـــطـــبِّ نـــــــادى الـعــلــيــلْ أتــتـــركُ فــــــي “الـــكـــدفِ(2)” أحــلامَــهــا وتـبــحــثُ فـــــي “نـجــدِهــا” عـــــن قــلــيــلْ سـتـبــقــى كـــمــــا أنـــــــت ظـــــــامٍ هـــنــــاكْ نـــعــــى صـــــــادحُ الــطــيـــرِ إِلْـــفــــاً لـــــــه فـــكــــم عـــلَّــــم الــطــيـــر فـــــــنَّ الــغــنـــاءْ وكــــــم لَــمْــلَــمَ الـــنــــاسَ مـــــــن حـــولــــه لـيُـخـرِجــهــم مــــــــن أتــــــــون الــشـــقـــاءْ تـســامــى فــــــلا الــضــيــمُ مــــــن شـــأنـــه ولا يـــرتـــضــــي ركـــــعــــــة الإنـــحــــنــــاءْ عــــصــــيٌّ عــــلــــى الــــدمــــعِ لا يــنــثــنـــي عــنـــيـــدٌ عــــلـــــى عــــالـــــمِ الأشـــقـــيـــاءْ أبـــــــــــــى الله إلا الــــحــــجـــــاز لـــــــــــــه فــلــبَّـــى عــــلــــى الــــفــــور ذاك الــــنِّــــداء ســأبــعــثُ حـــبـــي لـــكــــم مـــــــن هـــنــــاكْ |
قيلت في إحدى الجلسات الأدبية في مؤسسة الإبداع للثقافة في صنعاء ونُشِرَت في مجلة “المثقف العربي” قي القاهرة، وبعض الإخوة المصريين يرون أن الإبداع بكل فنونه (شعراً ونثرا، ورواية وقصة وفن تشكيلي وووو…) حكراً عليهم فقط ولا يجوز لغيرهم أن ينال فيه قامة: سحرٌ من الحرفِ في طِلْسَامهِ وثَبَا وشامخٌ من قصيدٍ جاءَ منتصبا وشاعرٌ من شميرٍ جاء نحوكمُ خاض البحورَ فما أقْوَى(1) وما تعبا قد جاء يعزف من أريافه أدباً لو تكتبوهُ بغير التِّبْرِ ما اكْتتبا هذي شميرُ من الآفاق ترمقكم أعلامُها جاوزوا الأفلاك والشُهُبا لو قيل أنَّ جنانَ الخُلْدِ في بلدٍ ما خِلْتُ أنَّ سواها قطُّ قد طُلِبا لو قيل للمجد فلتركع إلى بلدٍ قد أنجبتْكَ إليها خَرَّ وانتسبا “عكُّ بنُ عدنانَ(2 )” قد لاقى “مُؤَيْمِرَةً” وذاك “ميرابُ” مثل “الغُرَّة” انتصبا جاءوا إلى بِدْعَةِ الآدابِ(3) إذ وجدوا فيها الثقافةَ والإبداع والأدبا في رأسِها من شميرٍ جَهْبَذٌ عَلَمٌ “عبد الوليِّ” وفيه القول قد وجبا قد ضَمَّ فيها عقولاً لستَ تعرفُها إلا إذا كنتَ ممَّن يلمحُ الشُّهبا سَلِ “السرايا(4)” وما في بطنها عُقِدَتْ إن الكنانةَ لن تُخفي عليك نبا والنيل لما جرى من فوقه “عَرِمٌ” والبحر لما تغذَّى منكمو أدبا تجمَّعتْ حوله من مصرَ أنجمها ومن يُحَاكيكَ يا شمس الضحى غُلِبَا (1): أقوى: من الإقواء وهو اختلاف حركة الروي أو القافية في آواخر الأبيات. (2): عك بن عدنان، مُؤَيمرة، ميراب، الغُرَّة: أسماء حصون وقلاع أثرية وحيَّة في منطقة شمير – تعز (3): بدعة الآداب: أقصد بها (مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون والآداب) ومقرها صنعاء. (4): السرايا: سفينة فاخرة عائمة في القاهرة، كانت تُعقد فيها جلسات منتدى المثقف العربي، والذي يديره ويرعاه ويشرف عليه سعادة السفير الدكتور/ عبد الولي الشميري. |
الموضوع : قصائد الشاعر لقمان ابو تميم المصدر : منتديات شمير الكاتب: hamdi.m.ali
توقيع العضو : hamdi.m.ali |