وقفة
أمام الثورة اليمنية
بصراحة
.. لاأستطيع أن أخفي مدى إستغرابي بل ومدى صدمتي من بعض الناس الذين صادفتهم خلال
الفترة الماضية من عمر الثورة واللذين لم يشاركوا فيها حتى الأن رغم أن بعضهم قد
حظي بالكثير من التعليم والكثير أيضاً من لسعات ظلم النظام خلال سنوات طويلة
خلت بشكل مباشر أو غير مباشر والتي طالما سمعتهم يشتكون منها مراً وتكراًراً..بل
والغريبة أكثر أن بعضهم يستميت في الدفاع عن هذا النظام !!!...ترى ماهو السبب ؟؟؟
عند
سؤالي لغير المنتفعين من النظام "فالمنتفعين مبرارتهم معروفة $$$" لاحظت
أن الجواب دائماً ما يتمحور حول شيئين "الشك و الخوف من المجهول" وإن
إختلفت الكلمات المستخدمة مثل:
"المشترك موجود".." الأمن
والأستقرار".."الإنفصال".."من سيحكم اليمن
وكيف؟؟".."الأرهاب".."المطاوعة"...وغيرها الكثير من
العبارات التي تقلق وتخيف الناس ..
وأنا
لا أستغرب أبداً أن يستخدم النظام نفس العبارات في أجهزة الأعلام الرسمية فهم
يعرفون تماماً من خلال خبرات السنوات السابقة كيف يخوفون الناس من التغيير.
ولا
أخفي عليكم أني لم أكن ألوم أحد في فترة الشهر الأول من الثورة .. فمن حق أي مواطن
أن يشك وأن يخاف .. ولكن السؤال هو إلى متى ؟؟؟ إلى متى من حق الناس أن تشك و
تخاف؟؟؟
هل
من المعقول أن يظل البعض خائف ومتشكك وقد إتضحت الصورة بعد مرور أكثر من شهرين
والحقائق تنسكب أمام أعينهم كالمطر والشباب في الساحات قد قدموا أرواحهم فداء
لليمن واليمنيين و أنهم حرقوا الكروت التي طالما راهن النظام عليها كثيراً ليجعل
الشعب يركع ويقول سمعاً وطاعة .
هل
من المعقول ونحن في عصر المعلومات والفضائيات المفتوحة أن ندس رأسنا في الرمال وأن
نتجاهل ونكذب جميع الوقائع و صور وتقارير القنوات الفضائية والمحللين المؤكدة على
صحة الثورة اليمنية وعلى فساد و ظلم وكذب النظام ونصدق التقارير الهزيلة للقنوات
الرسمية والتي تعتمد بشكل رئيسي على إصطياد أخطاء شباب الثورة وإن لم يقعوا
في أي خطأ تحاول جاهده إيجاده للتشويش على الثورة .
من
خلال كلامي وحديثي مع بعض الناس اللذين لم ينضموا للثورة بعد .. لاحظت أن المشكلة
هي أن أغلبهم لم يزورو الساحات أبداً ويكتفون بما ينقله الأعلامي الرسمي من
معلومات مغلوطة ودفاعه المستميت عن النظام..
وأنا
لاأستغرب أبداً الدفاع المستميت لوسائل الأعلام الرسمي عن النظام الحاكم .. فهذا
عملها ..وهي لاتمثل إعلام حر ومحايد فهي وسيلة الأعلام الرسمي للنظام .
فمن
المستحيل أن يقول لنا المذيع أن المعتصمين في مدينة الثورة أو رجال الأمن قد قتلوا
13 متظاهراً سلمياً ولكن من الممكن أن يقولوا لك أن المتظاهرين السلمين قد ضربوا
شيخاً مسكيناً مؤيداً للنظام كان مار في الطريق بدون أدني سبب!!! ..
ومن
المستحيل أن يقولوا أن النظام قتل 62 شخصاً في جمعة الكرامة ..ولكن من الممكن أن يقول لك أن أهلي الحي
أو المشترك هم اللذين قتلوهم ..!!!
ومن
المستحيل أن يقولوا لك أن النظام يبدد المال العام بلا حساب بصرفه على مهرجانات
وحشود وإعتصامات جوفاء مؤيدة له ..ولكن من الممكن أن يقول لك أن اليمن أفقر بلد
عربي وأنه يشحت بإسم اليمنيين في كل دول العالم من أجل أن يسفلت طريق!!! ..
الأعتراف
بالحقيقة شيء من سابع المستحيلات على القنوات الرسمية وخير دليل الأعلامي الرسمي
الليبي الذي قنواته ليل نهار تمتدح في معمر القذافي وتصور الناس يغنون ويرقصون في
طرابلس ويتجاهلون أن كتائب القذافي تقتل المدنيين و تطحن الأخضر واليابس في بقية
مدن ليبيا .
وأخيراً
أقول ..
الثورة
هي فرصة واحدة تحدث مرة واحدة فقط كل بضع عشر سنين .. فإما أن تحسن الشعوب
إستغلالها لتحصل على حقوقها وتنتصر من ظالميها وإما أن تهدرها وحينها لاينفع
الندم.
وإني
على يقين أن أجدادنا أبطال ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر قد مروا بنفس
ظروف الثورة المضادة في عهد الأمام إن لم تكن أصعب .. ونحن جميعاً نشكرهم من أعماق
قلوبنا أنهم لم يخضعوا ولم يستسلموا..فلولا صمودهم وتضحياتهم لكنا لازلنا في عهد
الإمامة.
وإني
لأكيد بإذن الله أن أولادنا وأحفادنا سوف يشكرونا على ثورتنا في يوم من الأيام ..
فالصمود الصمود إن الثورة منصورة بإذن الله ..فلا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن
ينكسر.