نزاريات
الربيعية
ها أنا أعود بصحبة قلمي الهزيل
وأفتح مسرحي أمام جمهوري والقارئ ليروا فيه بيتاً يُعاني أهلهُ الفقر ويروا بِجِواره قصراً شامِخاً في البناء والحدائق تُحيط من جميع الجهات وفي هذا العرض يدخل واحد من جمهوري ليقوم بدور البطولة المشتركة فوق هذا المسرح ويطلب قلمي الهزيل وأُعطيه إياه وأخرج دون جدال أما هو فراح يطرُق الباب لتفتح له سيده"أرمله"وتستضيفه في بيتها المتواضع ويسألها عن حال ابنها فتجاوبه أنه على فراش الموت فقد كلَّ الأطباء من علاجه فدخل إليه فوجده غلاماً لم يبلغ السادسة عشر من عمره وسأله عن خبره فوجدهُ عاشقاً لم يلقى من حبيبته أي تجاوب أو تعاطف أو حنان لصغره على الهوى والفوارق المحيطة به ويكتفي بذلك . ويخرج من البيت وعلى خشبة المسرح ينظر إلى القصر ليرى بِشُرفته فتاةً جميله تُطل على أزهار الحديقة فيقف أمامها يسألُها أن تأتي معه وترأف بحال هذا الصبي وأُمه المسكينة وينشد عليها هذه النزاريه
العاشق الصغير
إذا عشق الفتى صغيراً
أباح للموت به الخيارا
فتستدنيه المنايا حسيراً
مُخلِيَةً بفؤاده الأوكارا
فاقبلي لغلامٍ أمراً
وزوريه قبل أن يُزَارا
تحفظين الوِدَّ لو صبراً
فموت الخليل ليس عارا
وإن أعطيتيه بأرضكِ قبراً
عِشتِي بعزٍ وأذكارا
فما كان الوفاءُ حقيراً
وما كان الليل يسبقُ النهارا
فارتوي بدموعه فخراً
واروي بحديقتك الأشجارا
واقبلي لمتطفلٍ عُذراً
فبشعره دقَّ الأوتارا
يرثي من عاش أميراً
بقصرِ هواكِ واستجار
حين زاد بالحزنِ قهراً
وكَلَّ بِدَائِهِ طِبُّ الديارا
فَتَركتُهُ بِفِرَاشِهِ حظيراً
تبكي لأطلالهِ العذارى
وغدوتُ إليكِ زِيراً
وائله لا ينشد الثارا
فحطمي بقلبك صخراً
وزوريه قبل أن يُزارا
ترفعين لسماك بدراً
قبل أن يُطفيه النهارا
وإذا عشق الملوح صغيراً
أباح لعينيك به الخيارا
وعندما انتهى أدارت ظهرها عنه وتركته فظل ينظر يميناً ويسارً حائراً في أمره وبعد فتره رجع إلى الصبي وأمه ليجد النياح والصراخ فقد تُوفي هذا الولد وكل من حوله في الحي يبكيه فيُقهر صاحبي من هذا الوضع ويرمِي القلم على الجمهور الذي أمامه وينزل عن خشبة المسرح لتخطف القلم فتاة من القراء فترجع لتُكمل النص وتوازن الأمور في هذه القصه وتذهب إلى قبر الغُلام وتجد أمه في ظُلمة الليل عنده لا تُفارقهُ لحظةً وترجع إلى ابنة القصر فتجدها في الطريق واقفةًً تنظرُ القمر فتُحاول هذه القارئه عقاب تلك المحبوبه وهي تتأمل نور البدر أمامها فتقول في هذه النزاريه ........
أسألتي
أسألتـــي القــمــر يــومــاً
فقلتــي أيصدُقُـكَ العشــاقُ
فقـــال أُُنظُــــرِيــهِ قبـــراً
عَجَّت بنائحاتِهِ الأســواقُ
قتـــلتيــهِ ياخـولــة غِــرّاً
مُـرْدَاً بِسِحـــرِكِ البـرَّاقُ
تبكيــــه أُمٌ أرمـلــــــةٌ
أشاقها بطفلها العنــــــاقُ
فــزاد حَــرُّهـــــا حَــــراً
وكسرت بنصيلتهِ السـاقُ
ورقدت حــولهُ حُــــــزنًا
مُشهِدَةً بنجمهِ الأفـــــآقُ
أسألتــي القمــر يومـــاً
فَقُلــتِي أَيَصدُقُكَ العُشاقُ
وعندما انتهت وقعت بين يديها وهي تلفِظُ أنفاسها وتقول لم أعلم أن العشق يفعل بالفتى ما فعل وهي تتحسر وتنظُر إلى الفتاة وتقول إذا لحِقتُ به هل أُوفيه حقه فتقول القارئه مُجاملةً لها نعم فتلفظُ أنفاسها الأخيرة مودعه وسط ذهولٍ من الجمهور ومن البنت التي خطفت القلم وهي ترى هذه المُترفه تموت بين يديها لترمِي القلم بعيداً وتخرج من المسرح باكِيةً وهي تقول لا يأخُذ هذا القلم أحد وتُكرِرُها ليعود قلمي الهزيل إليّ حزيناً كالمُعتاد
فأخذته لأعتلي به خشبة المسرح لأُغلق الستار كاتِباً على قُماشه المُنسدل وداعيةً كانت تُرفرف في قلب الفتى والفتاة
بعدما لحِقت به وهي نِزارية العاشقين الأخيره
ملـيكتــي
أقـول مليكتـي وحـبًٌ لايُِعرفُ بعـدهُ
سوى جنوني بلوحتي هواها يُرسَمُ
طفلاً رضيعاً استحال بَغيرها فِطامهُ
مُهِّد الكفنَ وخِمارُها الأسودَ يحـرُمُ
تقولُ ويـحٌ حُـفِـرَ بـفـؤادي قَبرهُ
فترك النهد قُـبةً والنِصَــالُ الحَـلَـمُ
فسِر يا موكِبَ العُشاقِ وطُف حوله
واختم بِحُزنِ المليكةِ عذاب المتيمُ
أقول مليكتي وحبٌ لا يُعرفُ بعدهُ
سِوى جنوني بلوحةِ هواها يُرسَمُ
الربيعية
ها أنا أعود بصحبة قلمي الهزيل
وأفتح مسرحي أمام جمهوري والقارئ ليروا فيه بيتاً يُعاني أهلهُ الفقر ويروا بِجِواره قصراً شامِخاً في البناء والحدائق تُحيط من جميع الجهات وفي هذا العرض يدخل واحد من جمهوري ليقوم بدور البطولة المشتركة فوق هذا المسرح ويطلب قلمي الهزيل وأُعطيه إياه وأخرج دون جدال أما هو فراح يطرُق الباب لتفتح له سيده"أرمله"وتستضيفه في بيتها المتواضع ويسألها عن حال ابنها فتجاوبه أنه على فراش الموت فقد كلَّ الأطباء من علاجه فدخل إليه فوجده غلاماً لم يبلغ السادسة عشر من عمره وسأله عن خبره فوجدهُ عاشقاً لم يلقى من حبيبته أي تجاوب أو تعاطف أو حنان لصغره على الهوى والفوارق المحيطة به ويكتفي بذلك . ويخرج من البيت وعلى خشبة المسرح ينظر إلى القصر ليرى بِشُرفته فتاةً جميله تُطل على أزهار الحديقة فيقف أمامها يسألُها أن تأتي معه وترأف بحال هذا الصبي وأُمه المسكينة وينشد عليها هذه النزاريه
العاشق الصغير
إذا عشق الفتى صغيراً
أباح للموت به الخيارا
فتستدنيه المنايا حسيراً
مُخلِيَةً بفؤاده الأوكارا
فاقبلي لغلامٍ أمراً
وزوريه قبل أن يُزَارا
تحفظين الوِدَّ لو صبراً
فموت الخليل ليس عارا
وإن أعطيتيه بأرضكِ قبراً
عِشتِي بعزٍ وأذكارا
فما كان الوفاءُ حقيراً
وما كان الليل يسبقُ النهارا
فارتوي بدموعه فخراً
واروي بحديقتك الأشجارا
واقبلي لمتطفلٍ عُذراً
فبشعره دقَّ الأوتارا
يرثي من عاش أميراً
بقصرِ هواكِ واستجار
حين زاد بالحزنِ قهراً
وكَلَّ بِدَائِهِ طِبُّ الديارا
فَتَركتُهُ بِفِرَاشِهِ حظيراً
تبكي لأطلالهِ العذارى
وغدوتُ إليكِ زِيراً
وائله لا ينشد الثارا
فحطمي بقلبك صخراً
وزوريه قبل أن يُزارا
ترفعين لسماك بدراً
قبل أن يُطفيه النهارا
وإذا عشق الملوح صغيراً
أباح لعينيك به الخيارا
وعندما انتهى أدارت ظهرها عنه وتركته فظل ينظر يميناً ويسارً حائراً في أمره وبعد فتره رجع إلى الصبي وأمه ليجد النياح والصراخ فقد تُوفي هذا الولد وكل من حوله في الحي يبكيه فيُقهر صاحبي من هذا الوضع ويرمِي القلم على الجمهور الذي أمامه وينزل عن خشبة المسرح لتخطف القلم فتاة من القراء فترجع لتُكمل النص وتوازن الأمور في هذه القصه وتذهب إلى قبر الغُلام وتجد أمه في ظُلمة الليل عنده لا تُفارقهُ لحظةً وترجع إلى ابنة القصر فتجدها في الطريق واقفةًً تنظرُ القمر فتُحاول هذه القارئه عقاب تلك المحبوبه وهي تتأمل نور البدر أمامها فتقول في هذه النزاريه ........
أسألتي
أسألتـــي القــمــر يــومــاً
فقلتــي أيصدُقُـكَ العشــاقُ
فقـــال أُُنظُــــرِيــهِ قبـــراً
عَجَّت بنائحاتِهِ الأســواقُ
قتـــلتيــهِ ياخـولــة غِــرّاً
مُـرْدَاً بِسِحـــرِكِ البـرَّاقُ
تبكيــــه أُمٌ أرمـلــــــةٌ
أشاقها بطفلها العنــــــاقُ
فــزاد حَــرُّهـــــا حَــــراً
وكسرت بنصيلتهِ السـاقُ
ورقدت حــولهُ حُــــــزنًا
مُشهِدَةً بنجمهِ الأفـــــآقُ
أسألتــي القمــر يومـــاً
فَقُلــتِي أَيَصدُقُكَ العُشاقُ
وعندما انتهت وقعت بين يديها وهي تلفِظُ أنفاسها وتقول لم أعلم أن العشق يفعل بالفتى ما فعل وهي تتحسر وتنظُر إلى الفتاة وتقول إذا لحِقتُ به هل أُوفيه حقه فتقول القارئه مُجاملةً لها نعم فتلفظُ أنفاسها الأخيرة مودعه وسط ذهولٍ من الجمهور ومن البنت التي خطفت القلم وهي ترى هذه المُترفه تموت بين يديها لترمِي القلم بعيداً وتخرج من المسرح باكِيةً وهي تقول لا يأخُذ هذا القلم أحد وتُكرِرُها ليعود قلمي الهزيل إليّ حزيناً كالمُعتاد
فأخذته لأعتلي به خشبة المسرح لأُغلق الستار كاتِباً على قُماشه المُنسدل وداعيةً كانت تُرفرف في قلب الفتى والفتاة
بعدما لحِقت به وهي نِزارية العاشقين الأخيره
ملـيكتــي
أقـول مليكتـي وحـبًٌ لايُِعرفُ بعـدهُ
سوى جنوني بلوحتي هواها يُرسَمُ
طفلاً رضيعاً استحال بَغيرها فِطامهُ
مُهِّد الكفنَ وخِمارُها الأسودَ يحـرُمُ
تقولُ ويـحٌ حُـفِـرَ بـفـؤادي قَبرهُ
فترك النهد قُـبةً والنِصَــالُ الحَـلَـمُ
فسِر يا موكِبَ العُشاقِ وطُف حوله
واختم بِحُزنِ المليكةِ عذاب المتيمُ
أقول مليكتي وحبٌ لا يُعرفُ بعدهُ
سِوى جنوني بلوحةِ هواها يُرسَمُ
الموضوع : العاشق الصغيـــــــر[نزاريات الربيعيه]... المصدر : منتديات شمير الكاتب: انيس احمد العاقل
توقيع العضو : انيس احمد العاقل |