همسة في أذن
علموا أولادكم الحب
هذه الهمسة أهمسها في أذن كل أب وأم وكل من له ولاية على أطفال.. عليكم جميعاً أن تعلموا أولادكم الحب لأنه أعظم دواء في العالم. لا بد أن تعلموهم أن الحب ليس تملكاً وأيضاً ليس التعلق بشخص آخر، ولا هو تضحية ذاتية، وإن كان الحب يتضمن أحياناً كل هذه المعاني. لكن المعنى الحقيقي للحب هو أن نمنح الإنسان الذي نحبه بكل رضا وسرور الحق المطلق بممارسة انسانيته الفريدة.
لذلك أهمس في أذن كل أم وكل أب أن يعلموا أولادهم كيف يحبون، فعن طريق تنمية قدراتنا على الحب نعلمه لمن حولنا. لذلك عزيزي الأب وعزيزتي الأم وأعزائي أولياء الأمور جميعاً لا يكفي أن نغدق الهدايا والمزايا على أطفالنا، بل يجب أن نمنحهم من أنفسنا، من وقتنا وأفكارنا وخبراتنا، وأن نحتوي تساؤلاتهم الحائرة بسعة صدر وتفهم، ولا ننهرهم ونعنفهم إذا تساءلوا أو لجأوا إلينا في أمر يحيرهم أو يقلقهم.
كما أحب أن ألفت نظر الجميع إلى أن الجديد في أبحاث العلماء أن الحب ليس قدرة فطرية يولد بها الإنسان، بل قدرة إنسانية وطاقة بشرية يمكن تنميتها وتقويتها مثلها مثل الموهبة.. فالموهبة إذا لم تدرب وتصقل تذبل وتموت.
والحياة المادية بكل قسوتها وصراعاتها في حاجة إلى طاقة أخرى تحدث التوازن داخل النفس البشرية، وإلا تحول الإنسان إلى آلة مادية تدمر نفسها قبل أن تدمر الآخرين. ولعل الكثير من الحوادث الغريبة التي تطالعنا بها الصحف اليوم وتصيبنا بالدهشة والذهول، يكون سببها أحياناً أن مرتكبيها لم يمنحوا الحب في طفولتهم، فتشوهت نفوسهم.
لذلك علموا اولادكم الحب وامنحوهم الوقت والحنان والاهتمام الحقيقي، وتأكدوا أن الحب قوة سحرية تستطيع أن تنتصر دائماً في معركة الحياة القاسية، وقليل من الحب يسحق الكثير من الكراهية.
أسال الله ان يديم المحبة والسلام والود في جميع الاسر و ربوع االوطن اليمني