كُل ما تشتهيه .. حتى الآيسكريم بالكتشب
فهد عامر الأحمدي
جميعنا يرفض أكل الحشرات والعناكب والطين وقطع الفلين وأمعاء السمك وكبد الحوت وأوراق التوت وكل مادة غريبة أو قذرة أو تثير الاشمئزاز !!
ولكن ماذا لو كان هناك إنسان يشتهي هذه العناصر ويأكلها باستمتاع وتلذذ !؟
في هذه الحالة نفترض أنه يعيش فترة مجاعة أو حالة طارئة أو وضع صحي خطير .. ففي الحالات الطارئة فقط (حيث يشح الطعام المعتاد) يبدأ الجسم في اشتهاء مواد غريبة وربما قذرة يجد فيها حاجته من الفيتامينات والمعادن التي تبقيه على قيد الحياة ..
فهناك مثلا قصة حقيقية عن بحار تاه في المحيط فوق قارب مطاطي لمدة 76 يوما . ومن حسن حظه أن القارب كان مزودا بمضخة يدوية لتحليه مياه البحر وصنارة لصيد السمك . ولكن بعد أربعة أسابيع من أكل لحم الأسماك (ورمي مخلفاتها من رأس وأمعاء وكبد وزعانف) لاحظ في نفسه ميلا مفاجئا لأكل الرأس والكبد والأمعاء والفضلات الداخلية في السمكة .. وما حدث هنا أن "لحم السمك الخالص" لم يكن كافيا لوحده لتحقيق التوازن الغذائي ومد جسمه بالفيتامينات والمعادن فأصبح يشتهي أكل الكبد (كونه يتضمن قدرا كبيرا من الفيتامينات) والرأس (كونه يحتاج للكالسيوم) والعيون والزعانف وفضلات الأمعاء كونه يحتاج للمزيد من الأملاح والمعادن .. والعجيب هنا أنه لم يكن خبيرا في التغذية (كي يتعمد تناول هذه العناصر بالذات) ومع هذا تمكن من تحقيق توازن غذائي مدهش بفضل موهبة جسده في التعرف على الأطعمة التي تسد حاجته للعناصر الغذائية الناقصة
وهذه الظاهرة الفريدة تلاحظ أيضا لدى كل من تاه في الغابة حيث يبدأ الجسم في اشتهاء نباتات وفواكة وبذور وأوراق خاصة تسد دون غيرها حاجته من بعض الأملاح والفيتامينات والمعادن الناقصة ..
وحتى في الأحوال العادية قد يجد بعض المرضى في أنفسهم ميلا مفاجئا لأطعمة لم يكونوا يميلون إليها من قبل فيتضح أنها أطعمة تملك نسبة عالية من عناصر يحتاجها الجسم بشدة في تلك الفترة بالذات.. وحين يعمد بعض الأطفال الى لعق التراب أو مص الحصى يفعلون ذلك لأنهم يعانون غالبا من سوء تغذية ويحاولون (بصورة تلقائية) تعويض نقص الأملاح والمعادن في أجسادهم .. وجميعنا يلاحظ أننا هذه الأيام (في شهر رمضان) نشتهي كميات أكبر من الحلويات والسكريات لتعويض النشا الحيواني أو سكر الجليكوجين الذي استهلكناه خلال فترة الصيام خصوصا لدى مرضى السكر الذين يعانون من انخفاض الأنسولين ..
أضف لذلك لا ننسى ما يعرف ب"وحام الحامل" حيث تجتاح بعض الحوامل رغبة عارمة لتناول أطعمة غريبة ومواد خارجة عن المألوف . وهي ظاهرة عالمية يكمن تفسيرها في أن جسم المرأة يعي (ويشتهي) العناصر الغذائية التي يفتقدها أو يحتاجها في فترة الحمل وتكوين الجنين . وكانت شركة "سانتوجين" لصناعة الفيتامينات قد أجرت دراسة على 200 حامل فاكتشفت أن بعضهن تناول مواد غريبة لتعويض النقص الغذائي في أجسادهن مثل الفحم والطين وأعواد الثقاب ولعق أحذية الأطفال بل وحتى تناول خلطات غريبة مثل آيسكريم بالخردل ، وفراولة بالثوم ، وجاتوه بالكتشب، وخيار بالكسترد !!
… وكل هذا أيها السادة يثبت أن رغبتنا في تناول نوع معين من الطعام ما هو إلا ظاهرة طبيعية ونداء من الجسم لتعويض نقص حقيقي تعرض له (خصوصا في حالات المرض وفترة النقاهة) ..
وبناء عليه حان الوقت لترك الأطفال وما يشتهون .. والمرضى وما يرغبون .. في حين لا يجب الاستهانة بوحام الحامل (أو لنقل فطورها وسحورها) كي لا يتضرر الجنين نفسه !
مما تصفحت!!
فهد عامر الأحمدي
جميعنا يرفض أكل الحشرات والعناكب والطين وقطع الفلين وأمعاء السمك وكبد الحوت وأوراق التوت وكل مادة غريبة أو قذرة أو تثير الاشمئزاز !!
ولكن ماذا لو كان هناك إنسان يشتهي هذه العناصر ويأكلها باستمتاع وتلذذ !؟
في هذه الحالة نفترض أنه يعيش فترة مجاعة أو حالة طارئة أو وضع صحي خطير .. ففي الحالات الطارئة فقط (حيث يشح الطعام المعتاد) يبدأ الجسم في اشتهاء مواد غريبة وربما قذرة يجد فيها حاجته من الفيتامينات والمعادن التي تبقيه على قيد الحياة ..
فهناك مثلا قصة حقيقية عن بحار تاه في المحيط فوق قارب مطاطي لمدة 76 يوما . ومن حسن حظه أن القارب كان مزودا بمضخة يدوية لتحليه مياه البحر وصنارة لصيد السمك . ولكن بعد أربعة أسابيع من أكل لحم الأسماك (ورمي مخلفاتها من رأس وأمعاء وكبد وزعانف) لاحظ في نفسه ميلا مفاجئا لأكل الرأس والكبد والأمعاء والفضلات الداخلية في السمكة .. وما حدث هنا أن "لحم السمك الخالص" لم يكن كافيا لوحده لتحقيق التوازن الغذائي ومد جسمه بالفيتامينات والمعادن فأصبح يشتهي أكل الكبد (كونه يتضمن قدرا كبيرا من الفيتامينات) والرأس (كونه يحتاج للكالسيوم) والعيون والزعانف وفضلات الأمعاء كونه يحتاج للمزيد من الأملاح والمعادن .. والعجيب هنا أنه لم يكن خبيرا في التغذية (كي يتعمد تناول هذه العناصر بالذات) ومع هذا تمكن من تحقيق توازن غذائي مدهش بفضل موهبة جسده في التعرف على الأطعمة التي تسد حاجته للعناصر الغذائية الناقصة
وهذه الظاهرة الفريدة تلاحظ أيضا لدى كل من تاه في الغابة حيث يبدأ الجسم في اشتهاء نباتات وفواكة وبذور وأوراق خاصة تسد دون غيرها حاجته من بعض الأملاح والفيتامينات والمعادن الناقصة ..
وحتى في الأحوال العادية قد يجد بعض المرضى في أنفسهم ميلا مفاجئا لأطعمة لم يكونوا يميلون إليها من قبل فيتضح أنها أطعمة تملك نسبة عالية من عناصر يحتاجها الجسم بشدة في تلك الفترة بالذات.. وحين يعمد بعض الأطفال الى لعق التراب أو مص الحصى يفعلون ذلك لأنهم يعانون غالبا من سوء تغذية ويحاولون (بصورة تلقائية) تعويض نقص الأملاح والمعادن في أجسادهم .. وجميعنا يلاحظ أننا هذه الأيام (في شهر رمضان) نشتهي كميات أكبر من الحلويات والسكريات لتعويض النشا الحيواني أو سكر الجليكوجين الذي استهلكناه خلال فترة الصيام خصوصا لدى مرضى السكر الذين يعانون من انخفاض الأنسولين ..
أضف لذلك لا ننسى ما يعرف ب"وحام الحامل" حيث تجتاح بعض الحوامل رغبة عارمة لتناول أطعمة غريبة ومواد خارجة عن المألوف . وهي ظاهرة عالمية يكمن تفسيرها في أن جسم المرأة يعي (ويشتهي) العناصر الغذائية التي يفتقدها أو يحتاجها في فترة الحمل وتكوين الجنين . وكانت شركة "سانتوجين" لصناعة الفيتامينات قد أجرت دراسة على 200 حامل فاكتشفت أن بعضهن تناول مواد غريبة لتعويض النقص الغذائي في أجسادهن مثل الفحم والطين وأعواد الثقاب ولعق أحذية الأطفال بل وحتى تناول خلطات غريبة مثل آيسكريم بالخردل ، وفراولة بالثوم ، وجاتوه بالكتشب، وخيار بالكسترد !!
… وكل هذا أيها السادة يثبت أن رغبتنا في تناول نوع معين من الطعام ما هو إلا ظاهرة طبيعية ونداء من الجسم لتعويض نقص حقيقي تعرض له (خصوصا في حالات المرض وفترة النقاهة) ..
وبناء عليه حان الوقت لترك الأطفال وما يشتهون .. والمرضى وما يرغبون .. في حين لا يجب الاستهانة بوحام الحامل (أو لنقل فطورها وسحورها) كي لا يتضرر الجنين نفسه !
مما تصفحت!!
الموضوع : آيسكريم بالكتشب المصدر : منتديات شمير الكاتب: بنت اليمن لاتقدر بثمن
توقيع العضو : بنت اليمن لاتقدر بثمن |