لماذا تسال دماء المسلمين فقط في كل مكان ؟ من المسؤل ومن المستفيد؟ وماهوالمحرك الاساسي ؟
حمامات الدم في العالم الإسلامي: الراهن والمستقبل
الجمعة, 19 نوفمبر 2010 جزء من مقال عن جريدة الحياة
مما لا شك فيه ان حمامات الدم في العالم الإسلامي تجسد في عنفها أشكالاً مدمرة وشديدة الفظاعة. ففي أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، تتوالى الصراعات الدموية، والتي يسقط خلالها وبسببها يومياً مئات القتلى والجرحى والمعوقين، ويغادر بنتيجتها آلاف من الناس بيوتهم وقراهم ومدنهم نحو مناطق أخرى، ويخسر آلاف الناس أموالهم وممتلكاتهم وأعمالهم كلياً او بصورة جزئية، وكلها تطورات تترك بصماتها الثقيلة والمدمرة في حياة كثير من سكان العالم الاسلامي وبينهم من لم يكونوا في القائمة المباشرة من ضحايا حمامات الدم.
ان بلداناً مثل باكستان وافغانستان في الشرق والعراق وفلسطين واليمن في وسط العالم الإسلامي، وأخرى في الغرب الإسلامي مثل موريتانيا والنيجر، تجتاحها حمامات الدم، كل وفق خصوصيات محددة، لا تلبث ان تتوحد في نتائجها المدمرة بما يصيب الناس من اضرار في انفسهم وممتلكاتهم.
وتتنوع مسارات حمامات الدم في باكستان، وفي واحد من المسارات، تحصل الصدامات بين قوات الحكومة وبعض الباكستانيين من مناطق القبائل، والحجة الأساسية في هجمات القوات الحكومية هو إخضاع سكان تلك المناطق المتّهمين بالتعاون مع جماعات التطرف الديني لسلطة الدولة.
وتتقارب مسارات حمامات الدم في افغانستان مع مثيلاتها الباكستانية.
وتبدو حمامات الدم العراقية في وسط العالم الاسلامي الأكثر وحشية وفظاعة على رغم الإعلان عن انسحاب القوات الاميركية من العراق، البلد الذي عانى من حرب دولية عليه في 2003، ادت الى احتلاله وتدمير بنيته في المجالات كافة، لا سيما بناه السياسية والاقتصادية والعسكرية اضافة الى ايقاع مئات آلاف الضحايا من سكانه بين قتيل وجريح ومشرد، وذلك عبر عمليات قامت بها قوات الاحتلال، وصنائعها المحلية، قبل ان تنضم الى ادوات القتل والدمار المليشيات الحزبية والجماعات الارهابية، والتي اتخذت واجهات دينية، وجعلت بين اهدافها مساجد وحسينيات من أهم المعالم الاسلامية في العالم، ثم اضافت اليها كنائس المسيحيين العراقيين، كما حدث في عملية «سيدة النجاة» ببغداد، التي قتل فيها وجرح عشرات من المصلين.
وقد وثقت فضيحة وثائق «ويكيليكس» أخيراً كثيراً من حقائق حمامات الدم في العراق ما بين 2003 و2009 عبر نحو نصف مليون وثيقة.
وانفردت الحالة العراقية، بأن دفعت البلاد في احد مساراتها للدخول في حرب اهلية غير معلنة مرات عدة من خلال تغذية الصراع السني – الشيعي، قبل الدفع نحو صراعات داخل كل واحدة من الطائفتين الاسلاميتين، وامتداداً نحو تصعيد الصراع الاسلامي – المسيحي، مضافاً الى ما سبق واقع التوترات القومية بين العرب والأكراد والتركمان على نحو ما هو عليه الحال في مدينة كركوك شمال غرب العراق، والتي باتت مدينة مقيمة على برميل من البارود قابل للانفجار في اية لحظة.
ان المؤشرات تؤكد أن غالبية دول العالم الإسلامي تسير نحو الكارثة التي لا تلحق افدح الاضرار بمواطني تلك الدول وممتلكاتهم ومستقبلهم فحسب، وانما قد تؤدي الى تغييرات في خرائط وكيانات تلك الدول، ما لم تتكثف جهود اسلامية ودولية لوقف الترديات الجارية، والبدء في ترميم اوضاع تلك الدول، وتصحيح بناها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى وقف التدخلات السلبية في بنى وسياسات تلك الدول.
الموضوع : من المستفيد من حمامات الدم في العالم الاسلامي؟ المصدر : منتديات شمير الكاتب: حسن البكري
توقيع العضو : حسن البكري |