للمرة الثالثة، ستكون مشاهد الدماء بالنسبة للعراقيين، أمرا مفرحا، وهم يتابعون اليوم الجمعة عملية فصل التوأم السيامي العراقي (رقية وزينب) الذي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بنقله من النجف إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية في العاصمة السعودية، لإجراء عملية الفصل على نفقته الخاصة.
والعملية التي ستجري اليوم، هي الثالثة التي تجري لتوأم سيامي عراقي، بعد العملية التي أجريت لتوأم الإناث (فاطمة وزهرة) 2006، وتوأم الذكور (إياد وزياد) عام 2007، اللذين ساهمت عملية الفصل التي أجريت لهما بلملمة جراح العراقيين، وتوحيدهم، ولو لجزء من اليوم، كحالهم اليوم، وهم يتابعون بشوق العملية المرتقبة للتوأم رقية وزينب.
التوأم العراقي، وصل أواخر الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية، وتابعت السلطات الصحية السعودية حالتهما عن كثب، إنفاذا لتوجيهات الملك.
وقد تم إخضاع حالة التوأم السيامي العراقي للدراسة من قبل الفريق الطبي المختص بفصل التوائم السيامية برئاسة وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة.
وعلى الرغم من صعوبة العملية، فإن الأمل يحدو الجميع بنجاحها، حيث تستغرق قرابة الـ12 ساعة مقسمة على 9 مراحل.
وعقد الفريق الطبي عددا من الفحوصات الطبية الدقيقة تخللتها اجتماعات مطولة عدة، بمشاركة كافة التخصصات الدقيقة، وبحضور والدي التوأم.
وأكد الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة ورئيس الفريق الجراحي، أن حالة التوأم التي بين أيديهم اليوم «نادرة ومعقدة»، حيث تشتركان في الورك والحوض والقناة الشرجية مع التصاق الجهاز البولي والتناسلي الخارجي وتشتركان في الجزء السفلي من القناة الشوكية، مع تداخل في الأعصاب السفلية.
وتعاني رقية من عيوب خلقية كبيرة في الرأس تعيق الحياة، حيث يوجد تكيس للسحايا كبير خارج الرأس مع ضمور في الرأس، وخروج لجذع المخ والمخيخ خارج الرأس، مما أدى إلى توقف للتنفس عدة مرات وبطء في دقات القلب، مما استدعى سحب السوائل من الكيس عدة مرات، وأخضعت التوأم «رقية» للتنفس الاصطناعي للحفاظ على حياتها، وتعتبر هذه الحالة من الحالات التي يصعب الحياة معها، كما تهدد حياة أختها زينب.
أما التوأم الآخر «زينب» فقد أظهرت الفحوصات الطبية الدقيقة أنها في وضع مستقر، إلا أنها تعاني من عيوب بالمخ والحبل الشوكي، مما يجعلها عرضة لعدم النمو المناسب للقدرات والتطور.
وأضاف الربيعة، أنه تم شرح الحالة بدقة لوالد التوأم ومدى خطورة الوضع الذي يهدد حياة التوأم زينب من أختها، مما يتطلب سرعة التدخل جراحيا لفصلهما، وقبول نسبة خطورة تصل إلى 50 في المائة من هذه العملية، كما أكد الفريق الطبي أن فرص الحياة للتوأم رقية ضعيفة جدا.
يشار إلى أن برنامج فصل التوائم السيامية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض أجرى 27 عملية فصل ناجحة، وهذه العملية بعد إتمامها ستكون رقم 28 في سلسلة عمليات فصل التوائم السيامية التي كانت لأطفال متلاصقين من جنسيات متعددة شملت سعودية، وسودانية، وماليزية، ومصرية، وفلبينية، وبولندية، ومغربية، وعراقية، وعمانية
الموضوع : عملية فصل التوأم السيامي العراقي (رقية وزينب) المصدر : منتديات شمير الكاتب: hamdi.m.ali
توقيع العضو : hamdi.m.ali |