بسم الله الرحمن الرحيم
اعزائى اعضاء المنتدى الكرام
قرات هذه القصة فتاثرت بها كتيرا فهى صورة تشبه كثيرا من الصور
المؤلمة التى نشاهدها فى حياتنا قصة مؤلمة تقشعر لها الابدان
لم تكن قد أكملت الثامنة عشرة من عمرها , عمر الورود لكن ليس لمثلها , فالأنوثة قتلت في مهدها , وقبل أن تحس بها , ولم يبق لها من عالم التأنيث سوى حرف التاء في آخر اسمها , تذكره حين تسمع من يناديها ( يا سميرة ) , أحلام البنات بفارس يمتطي صهوة حصان أبيض ما كانت بواردها , فتلك أحلام إلى غير رجعة قد ارتحلت , وحل محلها واقع لم يدع للحلم مكاناً , وحيدة وقفت في مواجهة واقع تخر له قوى الرجال ,
لم تكن قد أكملت الثامنة عشرة من عمرها , حين وجدت نفسها أمام مسؤوليات جسام , مكرهة كانت ورغم ذلك طابت نفسها , ثلاثة أطفال وطفلة , أسعد , أمجد , سعيد وسعاد , هي لهم الأم كما هي لهم الأب , لا معيل لهم سواها , وما من معين إلا الله ,
لم تكن قد أكملت الثامنة عشرة من عمرها , حين اختارت التحدي , حين رفضت الإحسان من أي أحد كان , حين فضلت الجوع على أن تأكل بثدييها , حين استبدلت طلاء أظافرها بقوالب معدنية لأصابعها , وحين استبدلت مساحيق تجميل العيون بنظارات طبية تساعدها في عملها على آلة الخياطة , تلك الآلة التي اشترتها بعد أن باعت بعض حلي كانت تمتلكها وبعض ثياب ,
تمضي الأيام بثقلها , وتمضي الليالي بسهرها , كبر الأولاد ومعهم كبرت سميرة , كبروا وكان كل شبرٍ مصحوباً بنذرٍ منها , كبرت سميرة وما عاد يدق بابها الخطاب , فمن دقه سابقاً عرف الجواب , أربعتهم مستقبلي , هم كل أهلي وهم أملي , كان الرفض جوابها لكل من دق بابها , وبعد حين سكت الباب ,
اليوم وخلف ذلك الباب تجلس سميرة وحيدة قرب المدفأة في البيت القديم , تضع نظارات سميكة على ما بقي من عينيها , تمسك بإبرة التطريز وتزين ثوباً لطفل أو لطفلة , ذلك الثوب المطرز سيكون هدية للمولود الأول لسعاد , فقد كبرت سعاد وعما قريب سيكون لها طفل , أما الأولاد فكل منهم اليوم رب أسرة , وبعضهم آباء , وبالألقاب استبدلت الأسماء , أسعد صار أبو محمود , وأمجد صار أبو عبود , أما سعيد فحمل مؤقتاً لقب أبو الورود ريثما يرزقه الله بالمولود ,
بابتسامة رقيقة تستعرض سميرة ماضيها , راضية قانعة شاكرة لله فضله بأن أعانها على
حمل الرسالة وأداء الأمانة , فأربعتهم وصلوا إلى بر الأمان , حتى سعاد والتي ما زالت طفلة في نظرها ستحمل بعد أيام لقب أم فارس , سميرة أيضاً استبدل أهل الحي اسمها بلقب ( العانس ) ,
وكلما تناهى إلى مسامعها هذا اللقب تقول بابتسامة وعدم اكتراث :
لقب جردوه حتى من تاء التأنيث, وتمضي مبتسمة
وقصه سميره ليست مجرد قصه لفتاة عاديه بل هى حكايه مجتمع
ومشكله ازليه.
(دمتم بخير )
الموضوع : لقبوها بالعانس!!! المصدر : منتديات شمير الكاتب: بنت اليمن لاتقدر بثمن
توقيع العضو : بنت اليمن لاتقدر بثمن |