حياتي مع زوجي .. كذبة حلوة !
أنا وزوجي .. تجمعنا عشرة طويلة بفضل الله .. زانتها لحظات حلوة و دافئة و شانتها أخر عسيرة و صعبة ..
رزقنا الله بذرية قرة عين لنا زادت بهم الألفة والمودة بيننا واستشعرنا من خلالهم نعمة اشتراكنا قاسماً مشتركاً ..
كان لي نعم الزوج .. وحاولت جاهدة أن أكون له نعم الزوجة .. لكننا عشنا في كنف الكذب .. و ما أحلاه من كذب ..
زوجي علمني الكذب .. والفضل يرجع له من بعد الله في إستقرار حياتنا الزوجية وامتلاء عشنا بالمودة والإنسجام .. و كنت أعلم منذ أول يومٍ جمعنا فيه الله أنه كذب علي .. و لا يزال يكذب .. لأنه أتقن الكذب ..
لا تتسرعن في الحكم عليه أو علي ، اليكن الحكاية ….
تمت خطبتي لزوجي ولم أكن التي إختار بل كنت كما إعتادت الأسر في قبيلتنا : إبنة عمٍ له تحفظ له عادات وتقاليد قبيلته وتضمن له لحمة أفراد الاسرة الموسعة بدون انفتاح على الغرباء حتى لا يضيع إرث الأجداد .. كنت على يقين أن لا خيار له في الأمر .. أنه شبه مكره .. أن في أحلامه ألف فتاة وفتاة ..
وكما يفرض ” عرف قبيلتنا” لم يتسنى لزوجي محادثتي أو الخلوة بي قبل يوم الزفاف، فكان كلٌ منا يجهل أفكار و طموحات ونظرة الآخر للزواج ولم نتسلح إلا بصور الطفولة العالقة في أذهاننا عن بعضنا البعض .. سمعت عنه الكثير من الأقرباء وأفراد العائلة وعلمت منهم أنه أتم تعليمه في المدينة وتحصل على شهادة في الهندسة الفلاحية وأنه مثقف ومهذب و-..و-…و… لكن كل كلمة عنه كانت تزيدني رهبةً وقلقاً : أصبح “إبن عمي” إبناً للمدينة ! أصبح غريباً عنا .. وسأكون غريبةً في عينه ..
زاد خوفي وقل نومي مع إقتراب موعد الزفاف وكنت اتحاشى كل مجلسٍ يذكر فيه “إبن عمي” … لم أكن أملك ما يكفي من الثقة في نفسي لأضمن استحسانه لي .. لم أكن على قدر كبير من الجمال والحمد لله على كل حال ولم أكن مثقفة بالدرجة التي تعينني على مجاراته في كل حديثٍ يطرحه ولم أكن أملك جرأة بنات المدينة ولا حنكتهن مع الرجال … لم أكن كفؤاً له !! حقاً لم أكن …
ومرت الأيام متسارعة وجاء يوم الزفاف ومرت ساعاته يلحق بعضها بعضاً في إنتظار خيبة أمل زوجي في … كنت يائسة .. محبطة .. مجردة من أحاسيس السعادة التي تعتري كل عروس شابة … ثم … أوصلوني إلى بيتي .. وإنصرف الجميع .. وبقيت وحدي أصارع هواجسي وأعد الثواني أو اللحظات التي تفصلني عن نهاية حياتي الزوجية … وسمعت خطوات ” ابني عمي ” تقترب مني … وزاد خوفي وما إن أحسست بكفه تلامس منكبي حتى اجهشت بالبكاء و النحيب….. أكيد هذه نهايتي!! لقد أفسدت ليلة عرسه!!! …. سمعت ضحكةً رنانة قطعت علي عبراتي فإلتفت إليه بدهشة وهنا .. كانت أول كذبة ….. إبتسم في وجهي وقال :” أنا آسف لم أقصد السخرية منك لكن بكاءك أسعدني .. فأنت كما رجوت الله أن تكوني : رقيقةً حساسةً لم تدنس براءتك حضارة زائفة تخلع حياء المرأة … أحمد الله عليك ” … كانت هذه أول كذبة .. لكني سعيدة بها .. حررتني من هواجسي … اطلقت جناحي لأطير في سماء قلب زوجي …
حاولت منذ ذاك الحين أن أكون له كما رجا … تفننت في إعداد الأطباق وتنظيف وتزويق البيت والحرص على حسن التبعل له … وتتالت الكذبات الواحدة تلو الاخرى .. كان دائماً ما يمتدح طبخاتي الفاشلة رغم يقيني بعدم نجاحها فيثني عليها قائلاً ” يا سلام !! ما شاء الله هذا من أروع ما أكلت !!! لما تعذبين نفسك لأجلي كل هذا الحد ؟؟ سلمت يداك يا بنت العم …. ” كنت أعلم أنه يكذب لكنني أتبسم فرحاً … حملت بإبني الأول وإشتد وحمي وساءت حالتي وأهملت نفسي ، فأصفر وجهي وذبل جسدي وتساقط شعري لكنه لا يزال يلاطفني بأحلى عبارات الدلال والتودد ويردد على مسمعي ” شوقي لهذا الوجه وهذه الطلة ينسيني عناء العمل !! حفظك الله لي يا أجمل من رأت عيناي .. ” أعلم أنها كذبة لكنها بددت شكوكي في أن يكون قد ملني … وضعت ابني بفضل الله ولازمت الفراش فترة النفاس فكان يأتي مهرولاً إلى البيت بعد دوام العمل يعد طعامي ويعينني على تغيير حفاضات ابني ويرتب بيتي وكلما اعتذرت عن تكليفه مهام تؤرقه من بعد دوام عمله إبتسم ضاحكاً وهو يمازحني ” كما تدين تدان !! حان الوقت لأرد لك تعبك وسهرك على راحتي !!! ثم إني أفعل هذا من تلقائي نفسي .. ما من شيءٍ فيه عناء! ” … نعم كان يكذب .. لكنه جدد النشاط والقوة في .. وزادني حرصاً وإصراراً على مزيد الإخلاص في خدمته واسعاده ..
كان يكذب علي بلا توقف … كان يقول أن والدته تثني علي وتفخر بي بين نساء القبيلة.. لكني كنت أعلم أنها عارضت زواجنا وتمنت له بنت الخال .. كان يكذب علي ويقول انني” كلي بركة ” وأنه يستشعر سعة الرزق من بعد زواجنا لكني كنت أعلم … كنت أعلم أن تكاليف العيش باهظة وأن راتبه ممزق بيننا و بين أهله و أهلي ومستلزمات الضيعة التي أشرف عليها … كان يكذب علي ويقول انني في تعبدي وتعلمي لأمور ديني قدوةٌ له .. لكنه كان يقوم في ظلام الليل يتنفل ويناجي ربه ثم يتأكد مما إن كان منبه هاتفي قد شغل على وقت السحر قبل خلوده للنوم من جديد …
هكذا هو زوجي … يكذب فأفرح ..ويكذب فيطمئن قلبي .. ويكذب فازداد في الطاعات والتقرب من الله ….. يكذب فتستقر حياتنا ويتحقق هنانا …. ما أحلى كذب زوجي .. كذبٌ تحلو به الحياة ….
منقول لروعته )
__._,_.___
أنا وزوجي .. تجمعنا عشرة طويلة بفضل الله .. زانتها لحظات حلوة و دافئة و شانتها أخر عسيرة و صعبة ..
رزقنا الله بذرية قرة عين لنا زادت بهم الألفة والمودة بيننا واستشعرنا من خلالهم نعمة اشتراكنا قاسماً مشتركاً ..
كان لي نعم الزوج .. وحاولت جاهدة أن أكون له نعم الزوجة .. لكننا عشنا في كنف الكذب .. و ما أحلاه من كذب ..
زوجي علمني الكذب .. والفضل يرجع له من بعد الله في إستقرار حياتنا الزوجية وامتلاء عشنا بالمودة والإنسجام .. و كنت أعلم منذ أول يومٍ جمعنا فيه الله أنه كذب علي .. و لا يزال يكذب .. لأنه أتقن الكذب ..
لا تتسرعن في الحكم عليه أو علي ، اليكن الحكاية ….
تمت خطبتي لزوجي ولم أكن التي إختار بل كنت كما إعتادت الأسر في قبيلتنا : إبنة عمٍ له تحفظ له عادات وتقاليد قبيلته وتضمن له لحمة أفراد الاسرة الموسعة بدون انفتاح على الغرباء حتى لا يضيع إرث الأجداد .. كنت على يقين أن لا خيار له في الأمر .. أنه شبه مكره .. أن في أحلامه ألف فتاة وفتاة ..
وكما يفرض ” عرف قبيلتنا” لم يتسنى لزوجي محادثتي أو الخلوة بي قبل يوم الزفاف، فكان كلٌ منا يجهل أفكار و طموحات ونظرة الآخر للزواج ولم نتسلح إلا بصور الطفولة العالقة في أذهاننا عن بعضنا البعض .. سمعت عنه الكثير من الأقرباء وأفراد العائلة وعلمت منهم أنه أتم تعليمه في المدينة وتحصل على شهادة في الهندسة الفلاحية وأنه مثقف ومهذب و-..و-…و… لكن كل كلمة عنه كانت تزيدني رهبةً وقلقاً : أصبح “إبن عمي” إبناً للمدينة ! أصبح غريباً عنا .. وسأكون غريبةً في عينه ..
زاد خوفي وقل نومي مع إقتراب موعد الزفاف وكنت اتحاشى كل مجلسٍ يذكر فيه “إبن عمي” … لم أكن أملك ما يكفي من الثقة في نفسي لأضمن استحسانه لي .. لم أكن على قدر كبير من الجمال والحمد لله على كل حال ولم أكن مثقفة بالدرجة التي تعينني على مجاراته في كل حديثٍ يطرحه ولم أكن أملك جرأة بنات المدينة ولا حنكتهن مع الرجال … لم أكن كفؤاً له !! حقاً لم أكن …
ومرت الأيام متسارعة وجاء يوم الزفاف ومرت ساعاته يلحق بعضها بعضاً في إنتظار خيبة أمل زوجي في … كنت يائسة .. محبطة .. مجردة من أحاسيس السعادة التي تعتري كل عروس شابة … ثم … أوصلوني إلى بيتي .. وإنصرف الجميع .. وبقيت وحدي أصارع هواجسي وأعد الثواني أو اللحظات التي تفصلني عن نهاية حياتي الزوجية … وسمعت خطوات ” ابني عمي ” تقترب مني … وزاد خوفي وما إن أحسست بكفه تلامس منكبي حتى اجهشت بالبكاء و النحيب….. أكيد هذه نهايتي!! لقد أفسدت ليلة عرسه!!! …. سمعت ضحكةً رنانة قطعت علي عبراتي فإلتفت إليه بدهشة وهنا .. كانت أول كذبة ….. إبتسم في وجهي وقال :” أنا آسف لم أقصد السخرية منك لكن بكاءك أسعدني .. فأنت كما رجوت الله أن تكوني : رقيقةً حساسةً لم تدنس براءتك حضارة زائفة تخلع حياء المرأة … أحمد الله عليك ” … كانت هذه أول كذبة .. لكني سعيدة بها .. حررتني من هواجسي … اطلقت جناحي لأطير في سماء قلب زوجي …
حاولت منذ ذاك الحين أن أكون له كما رجا … تفننت في إعداد الأطباق وتنظيف وتزويق البيت والحرص على حسن التبعل له … وتتالت الكذبات الواحدة تلو الاخرى .. كان دائماً ما يمتدح طبخاتي الفاشلة رغم يقيني بعدم نجاحها فيثني عليها قائلاً ” يا سلام !! ما شاء الله هذا من أروع ما أكلت !!! لما تعذبين نفسك لأجلي كل هذا الحد ؟؟ سلمت يداك يا بنت العم …. ” كنت أعلم أنه يكذب لكنني أتبسم فرحاً … حملت بإبني الأول وإشتد وحمي وساءت حالتي وأهملت نفسي ، فأصفر وجهي وذبل جسدي وتساقط شعري لكنه لا يزال يلاطفني بأحلى عبارات الدلال والتودد ويردد على مسمعي ” شوقي لهذا الوجه وهذه الطلة ينسيني عناء العمل !! حفظك الله لي يا أجمل من رأت عيناي .. ” أعلم أنها كذبة لكنها بددت شكوكي في أن يكون قد ملني … وضعت ابني بفضل الله ولازمت الفراش فترة النفاس فكان يأتي مهرولاً إلى البيت بعد دوام العمل يعد طعامي ويعينني على تغيير حفاضات ابني ويرتب بيتي وكلما اعتذرت عن تكليفه مهام تؤرقه من بعد دوام عمله إبتسم ضاحكاً وهو يمازحني ” كما تدين تدان !! حان الوقت لأرد لك تعبك وسهرك على راحتي !!! ثم إني أفعل هذا من تلقائي نفسي .. ما من شيءٍ فيه عناء! ” … نعم كان يكذب .. لكنه جدد النشاط والقوة في .. وزادني حرصاً وإصراراً على مزيد الإخلاص في خدمته واسعاده ..
كان يكذب علي بلا توقف … كان يقول أن والدته تثني علي وتفخر بي بين نساء القبيلة.. لكني كنت أعلم أنها عارضت زواجنا وتمنت له بنت الخال .. كان يكذب علي ويقول انني” كلي بركة ” وأنه يستشعر سعة الرزق من بعد زواجنا لكني كنت أعلم … كنت أعلم أن تكاليف العيش باهظة وأن راتبه ممزق بيننا و بين أهله و أهلي ومستلزمات الضيعة التي أشرف عليها … كان يكذب علي ويقول انني في تعبدي وتعلمي لأمور ديني قدوةٌ له .. لكنه كان يقوم في ظلام الليل يتنفل ويناجي ربه ثم يتأكد مما إن كان منبه هاتفي قد شغل على وقت السحر قبل خلوده للنوم من جديد …
هكذا هو زوجي … يكذب فأفرح ..ويكذب فيطمئن قلبي .. ويكذب فازداد في الطاعات والتقرب من الله ….. يكذب فتستقر حياتنا ويتحقق هنانا …. ما أحلى كذب زوجي .. كذبٌ تحلو به الحياة ….
منقول لروعته )
__._,_.___
الموضوع : حياتي مع زوجي .. كذبة حلوة ! المصدر : منتديات شمير الكاتب: jalal1982
توقيع العضو : jalal1982 |