هاشم بن محمد طالب
ولد ونشأ في قرية (جبل الوريف)، من ناحية (مقبنة)، من بلاد (شمير)، في محافظة تعز، وتوفي في مدينة صنعاء، ودفن في مقبرة (خزيمة).عام :28 1 1414 هـ / 18 7 1993 م
إداري، سياسي، شاعر. تلقى مبادئ العلوم الأولية في كُتّاب قريته، واشتهر منذ الصغر بذكائه، واهتمامه بالأدب وقول الشعر، وعند زيارة الأستاذ (أحمد بن محمد نعمان) لمنطقته التقاه، ووقف على مواهبه. فأعجب به، وانبهر بذكائه، وعند عودته إلى الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين)، وكان آنذاك وليًّا للعهد في مدينة تعز، نقل إليه إعجابه بصاحب الترجمة، فأمر الإمام (أحمد) بإحضاره إلى مدينة تعز للدراسة، فدرس على علماء أجلاء منهم: المفتي (أحمد بن محمد زبارة)، وزامله في دراسته الأمير (محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين) المعروف بـ(البدر) والأستاذ (محمد عبدالله الفسيّل)، والشاعر (إبراهيم بن أحمد الحضراني)، وغيرهم.
وفي مدينة تعز تعرّف على كثير من الثوار المناهضين لحكم الإمامة مثل: الشاعر الثائر (محمد محمود الزبيري)، والشاعر (زيد بن علي الموشكي)، والأستاذ (أحمد بن محمد الشامي)، فانضمَّ إليهم، وسافر إلى مدينة عدن بموجب طلب من بعض قيادات الثوار، فعمل هناك في صحيفة (صوت اليمن) مع مجموعة من شباب الحركة منهم: الشاعر (عبدالله بن عبدالوهاب نعمان الفضول)، والأستاذ (محمد بن عبدالله الفسيّل)، والأستاذ (أحمد بن أمين عبدالواسع نعمان)، وذلك سنة 1365هـ/ 1946م، وقد ظل في عمله هذا حتى قيام الثورة الدستورية سنة 1367هـ/ 1948م، حيث كان اسمه ضمن قائمة المطلوبين بعد فشل هذه الثورة، وتولّي الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) الحكم خلفًا لأبيه الذي قُتل في هذه الثورة.
دخل صاحب الترجمة السجن في مدينة تعز، ثم خرج منه بعد فترة وجيزة بسبب شفاعة أستاذه (أحمد بن محمد زبارة) لدى الإمام، وكذا بسبب صغر سنه، فأخذه الأمير (البدر) معه إلى مدينة الحديدة، وكلفه بعدد من المهام منها: إدارة الأشغال، والإشراف على إنشاء ميناء الحديدة، ثم الإشراف على إنجاز الطريق بين مدينتي صنعاء والحديدة.
وقد ظل صاحب الترجمة مثارًا لشك الإمام (أحمد)؛ فقام الإمام بتعيينه دبلوماسيًّا في ألمانيا الغربية، سنة 1380هـ/ 1961م، وأمر بإخراج عائلته من المنزل بعد سفره، فتولى صديقه الأستاذ (أحمد جابر عفيف) نقل أسرته وتسكينها في مدينة صنعاء، ثم التحق صاحب الترجمة بـ(الاتحاد اليمني) الذي أنشأه كلُّ من الأستاذين: (محمد محمود الزبيري)، و(محمد أحمد النعمان) في مدينة القاهرة، وحين جاء الأمير (البدر) إلى مدينة القاهرة، اصطحب معه أثناء عودته إلى اليمن صاحب الترجمة و(حمود الجائفي)، وأوصلهما إلى أبيه في مدينة تعز، طالبًا منه العفو عنهما، وكان قد نسق معه في ذلك مسبقًا، وقد عُين صاحب الترجمة بعد ذلك مديرًا لوزارة الأشغال في مدينة صنعاء، ثم جعله الأمير (البدر) سكرتيرًا خاصًّا له حتى قيام الثورة الجمهورية التي قضت على النظام الملكي سنة 1382هـ/ 1962م.
كان صاحب الترجمة ضمن أول تشكيل وزاري لحكومة مابعد الثورة، غير أنه فضّل العمل مع المشير (عبدالله السلال) الذي كان يثق به كثيرًا، ثم عُيّن سفيرًا لليمن لدى العراق؛ فعمل ما بوسعه على إقناع الرئيس العراقي آنذاك (عبدالكريم قاسم) بالاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية، ثم عاد إلى اليمن وتولى عددًا من المهام الإدارية منها: رئيسًا للمؤسسة العامة للقطن في مدينة الحديدة، ثم محافظًا لمحافظة إبّ، ثم رئيسًا للخطوط الجوية اليمنية، ثم وزيرًا للإدارة المحلية مرتين، خلال الفترة 1389- 1393هـ، الموافق 1969- 1973م، ثم رئيسًا للشركة العامة للتجارة الخارجية، وكل ذلك إلى جانب كونه عضوًا في الجانب اليمني في الجمعية العمومية للخطوط الجوية اليمنية.
توفي عن سبعة أولاد: أربعة ذكور، وثلاث إناث.
له أشعار كثيرة، لم تجمع في ديوان؛ منها قوله لصديقه الشاعر (إبراهيم الحضراني):
أنا لمّا أنسَ أولــى رؤيتي
لكَ مذْ تلكَ العهود السالفـاتِ
في تعزٍّ قادمًا من قـــريتي
باهت الطلعةِ مذعورَ السماتِ
صفحة ما خطّ سطرٌ فوقهــا
خالي الأبعاد من كلِّ الجهـاتِ
كنتَ لي أوّل أستاذٍ علـــى
دربهِ سرتُ بأولى خطـواتي
وبما زوّدتني مــــن أدبٍ
شعّ نور الفكرِ في أفقِ حياتي
وتلقّيتُ دروسًا منكَ قــــدْ
أخصبتْ تربةَ وجـداني وذاتي
ومضينا بعده في صحـــبةٍ
لم يغيّرها مرورُ الســنواتِ
وسنمضي هكذا خدنينِ فــي
هذه الدنيا إلى يوم الممــاتِ
وقوله يوم قيام الوحدة اليمنية، عام 1410هـ/ 1990م:
أيها القادة هذا شعبكــــم
سائر من خلفكم ثبْتَ الجـنانِ
آملا أن تجعلوا وحــــدته
فيصلاً بينَ زمانٍ وزمـــانِ
حسبه الماضي وما قاساه من
سلطة الظلم وحكم العنفـوانِ
إنه يرنو إليها وحـــــدةً
تحمل الخيرَ إلى قــاصٍ ودانِ
تفرضُ القانون والعدل معًــا
والمساواة على كلِّ يمـــانِ
في ديمقراطية كاملـــــةٍ
هي للوحدة صمّام أمــــانِ
كان سياسيًّا محنّكًا، ومثقفًا موسوعيًّا، وإنسانًا متواضعًا، قال عنه القاضي (عبدالرحمن الإرياني) رئيس المجلس الجمهوري الأسبق: "كان مثالاً للوطني الحر النزيه الذي لا تشوب وطنيته شائبة، وقد استطاع من خلال منصبه القريب من ولي العهد أن يقدّم العون الفعال والمثمر للحركة الوطنية؛ سواء في توجيهها في صياغة القرار أو بتنبيهها إلى ما قد يتهدّدها".
ولد ونشأ في قرية (جبل الوريف)، من ناحية (مقبنة)، من بلاد (شمير)، في محافظة تعز، وتوفي في مدينة صنعاء، ودفن في مقبرة (خزيمة).عام :28 1 1414 هـ / 18 7 1993 م
إداري، سياسي، شاعر. تلقى مبادئ العلوم الأولية في كُتّاب قريته، واشتهر منذ الصغر بذكائه، واهتمامه بالأدب وقول الشعر، وعند زيارة الأستاذ (أحمد بن محمد نعمان) لمنطقته التقاه، ووقف على مواهبه. فأعجب به، وانبهر بذكائه، وعند عودته إلى الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين)، وكان آنذاك وليًّا للعهد في مدينة تعز، نقل إليه إعجابه بصاحب الترجمة، فأمر الإمام (أحمد) بإحضاره إلى مدينة تعز للدراسة، فدرس على علماء أجلاء منهم: المفتي (أحمد بن محمد زبارة)، وزامله في دراسته الأمير (محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين) المعروف بـ(البدر) والأستاذ (محمد عبدالله الفسيّل)، والشاعر (إبراهيم بن أحمد الحضراني)، وغيرهم.
وفي مدينة تعز تعرّف على كثير من الثوار المناهضين لحكم الإمامة مثل: الشاعر الثائر (محمد محمود الزبيري)، والشاعر (زيد بن علي الموشكي)، والأستاذ (أحمد بن محمد الشامي)، فانضمَّ إليهم، وسافر إلى مدينة عدن بموجب طلب من بعض قيادات الثوار، فعمل هناك في صحيفة (صوت اليمن) مع مجموعة من شباب الحركة منهم: الشاعر (عبدالله بن عبدالوهاب نعمان الفضول)، والأستاذ (محمد بن عبدالله الفسيّل)، والأستاذ (أحمد بن أمين عبدالواسع نعمان)، وذلك سنة 1365هـ/ 1946م، وقد ظل في عمله هذا حتى قيام الثورة الدستورية سنة 1367هـ/ 1948م، حيث كان اسمه ضمن قائمة المطلوبين بعد فشل هذه الثورة، وتولّي الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) الحكم خلفًا لأبيه الذي قُتل في هذه الثورة.
دخل صاحب الترجمة السجن في مدينة تعز، ثم خرج منه بعد فترة وجيزة بسبب شفاعة أستاذه (أحمد بن محمد زبارة) لدى الإمام، وكذا بسبب صغر سنه، فأخذه الأمير (البدر) معه إلى مدينة الحديدة، وكلفه بعدد من المهام منها: إدارة الأشغال، والإشراف على إنشاء ميناء الحديدة، ثم الإشراف على إنجاز الطريق بين مدينتي صنعاء والحديدة.
وقد ظل صاحب الترجمة مثارًا لشك الإمام (أحمد)؛ فقام الإمام بتعيينه دبلوماسيًّا في ألمانيا الغربية، سنة 1380هـ/ 1961م، وأمر بإخراج عائلته من المنزل بعد سفره، فتولى صديقه الأستاذ (أحمد جابر عفيف) نقل أسرته وتسكينها في مدينة صنعاء، ثم التحق صاحب الترجمة بـ(الاتحاد اليمني) الذي أنشأه كلُّ من الأستاذين: (محمد محمود الزبيري)، و(محمد أحمد النعمان) في مدينة القاهرة، وحين جاء الأمير (البدر) إلى مدينة القاهرة، اصطحب معه أثناء عودته إلى اليمن صاحب الترجمة و(حمود الجائفي)، وأوصلهما إلى أبيه في مدينة تعز، طالبًا منه العفو عنهما، وكان قد نسق معه في ذلك مسبقًا، وقد عُين صاحب الترجمة بعد ذلك مديرًا لوزارة الأشغال في مدينة صنعاء، ثم جعله الأمير (البدر) سكرتيرًا خاصًّا له حتى قيام الثورة الجمهورية التي قضت على النظام الملكي سنة 1382هـ/ 1962م.
كان صاحب الترجمة ضمن أول تشكيل وزاري لحكومة مابعد الثورة، غير أنه فضّل العمل مع المشير (عبدالله السلال) الذي كان يثق به كثيرًا، ثم عُيّن سفيرًا لليمن لدى العراق؛ فعمل ما بوسعه على إقناع الرئيس العراقي آنذاك (عبدالكريم قاسم) بالاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية، ثم عاد إلى اليمن وتولى عددًا من المهام الإدارية منها: رئيسًا للمؤسسة العامة للقطن في مدينة الحديدة، ثم محافظًا لمحافظة إبّ، ثم رئيسًا للخطوط الجوية اليمنية، ثم وزيرًا للإدارة المحلية مرتين، خلال الفترة 1389- 1393هـ، الموافق 1969- 1973م، ثم رئيسًا للشركة العامة للتجارة الخارجية، وكل ذلك إلى جانب كونه عضوًا في الجانب اليمني في الجمعية العمومية للخطوط الجوية اليمنية.
توفي عن سبعة أولاد: أربعة ذكور، وثلاث إناث.
له أشعار كثيرة، لم تجمع في ديوان؛ منها قوله لصديقه الشاعر (إبراهيم الحضراني):
أنا لمّا أنسَ أولــى رؤيتي
لكَ مذْ تلكَ العهود السالفـاتِ
في تعزٍّ قادمًا من قـــريتي
باهت الطلعةِ مذعورَ السماتِ
صفحة ما خطّ سطرٌ فوقهــا
خالي الأبعاد من كلِّ الجهـاتِ
كنتَ لي أوّل أستاذٍ علـــى
دربهِ سرتُ بأولى خطـواتي
وبما زوّدتني مــــن أدبٍ
شعّ نور الفكرِ في أفقِ حياتي
وتلقّيتُ دروسًا منكَ قــــدْ
أخصبتْ تربةَ وجـداني وذاتي
ومضينا بعده في صحـــبةٍ
لم يغيّرها مرورُ الســنواتِ
وسنمضي هكذا خدنينِ فــي
هذه الدنيا إلى يوم الممــاتِ
وقوله يوم قيام الوحدة اليمنية، عام 1410هـ/ 1990م:
أيها القادة هذا شعبكــــم
سائر من خلفكم ثبْتَ الجـنانِ
آملا أن تجعلوا وحــــدته
فيصلاً بينَ زمانٍ وزمـــانِ
حسبه الماضي وما قاساه من
سلطة الظلم وحكم العنفـوانِ
إنه يرنو إليها وحـــــدةً
تحمل الخيرَ إلى قــاصٍ ودانِ
تفرضُ القانون والعدل معًــا
والمساواة على كلِّ يمـــانِ
في ديمقراطية كاملـــــةٍ
هي للوحدة صمّام أمــــانِ
كان سياسيًّا محنّكًا، ومثقفًا موسوعيًّا، وإنسانًا متواضعًا، قال عنه القاضي (عبدالرحمن الإرياني) رئيس المجلس الجمهوري الأسبق: "كان مثالاً للوطني الحر النزيه الذي لا تشوب وطنيته شائبة، وقد استطاع من خلال منصبه القريب من ولي العهد أن يقدّم العون الفعال والمثمر للحركة الوطنية؛ سواء في توجيهها في صياغة القرار أو بتنبيهها إلى ما قد يتهدّدها".