كلما اتجهت و تجولت في محافظة تعز الكبيرة و بين مديرياتها المتعددة فإنك لا تستطيع أن تمر دون أن تقف في كل مديرية من مديرياتها وقفات واسعة التأمل فإن ما يوقفك ليس الراحة و النزهة فقط و لكن الجمال الذي تملكه و المقومات الخلابة هو مايشدك إليها ايضاً حيث تفتقد المحافظة كثيراً للتعريف بها و بما تملكه و لكن هذه المره تأخذنا النظرات طويلاً الى مديرية قد يكون لطريقها الوعر أثر في ذلك و لكن طيبة سكانها و حسن استقبالهم و تعاونهم معك وهي التي قدمت للعلم و الثقافة بأجيالها الكثير و لكنهم تناسوها و لم يقدموا لها من الخدمات و ما تحتاج إليه و لكنها ظلت جميلة و محبة بالرغم من رحيلهم عنها و التي تواصلت و تنوعت منتجاتها لتزين الاسواق بكل الانواع من الفواكه و الخضروات و بملبوساتهم القديمة التي ابدعت ايديهم بنسجها إنها مديرية مقبنة شمير الفاتنة.
مقبنة شمير إحدى مديريات محافظة تعز ، تقع غرب مدينة تعز على بعد حوالي ( 18 كيلومترًا )، تمتد من وادي نخلة شمالاً إلى وادي مَوْزع جنوبًا ، تتصل من الغرب بمديريتي المَخا ومَوْزع ، ومن الجنوب بمديرية الوازعية ، ومن الشرق بمديريتي شرْعَب الرونة وجبل حبشي ، ومن الشمال بمديريتي حيس وجبل رأس من أراضي محافظة الحديدة ، ومديرية فرع العدين من محافظة إب ، ومياهما تسيل إلى البحر الأحمر .
كانت مقبنة تعرف قديمًا باسم " مخلاف شمير " ، نسبة إلى " شمير بن صعب بن الحارث بن زيد بن ذي رعين " ثم غلب عليها اسم مقبنة ، ويسكنها قوم من قبيلتي الأشاعر والركب بلغ عدد سكان مديرية مقبنة حوالى (196000) نسمة تقريباً حسب تعداد 2004م بما فيهم ( المهاجرون المغتربون ) وبإضافة نسبة النمو السنوي . و تمتد العزل الصغيرة للمديرية على الطريق و هي ميراب الغربي و الشرقي و القحفة و السهيلة و الجرف و المحيجر و الغول و الوادي يمين شعب المجاري و يقضان و وادي الركبة و جيوب و بعض العزل الصغيرة جداً و تتنوع مناطقها بين سهول و جبال و تقدر منازل العزله الواحدة بحوالي 20 منزل تقريباً وهي عزل متقاربة جداً تفرق بينها الصخور والجبال الملتوية و تمتاز المديرية بمنازل قديمة كثيره جداً و لكنها لم تعد مسكناً لأهل المديرية و قد استبدلت بمبانٍ حديثه ومطورة متعددة الطوابق المبنية من أحجار المديرية غريبة الشكل المسماة بالحجر الاسود الصلب الاشبه بالزجاج و الذي يستخرج منه كميات كبيرة الى محافظة تعز تتفرد بهذا الحجر عن غيرها و تتفرد المديرية بإنتاجه.
و تمتلك المديرية مساحات واسعة من الاراضي الزراعية الغنية بالتربة الرطبة الصالحة للزراعة كما تمتاز المديرية بمناخ معتدل طوال فترات العام. أما في الصيف فيكون حاراً نسبياً, و رغم تفاوت الطبقات الاجتماعية في هذه المديرية فإن الغالب يعمل في مجال البناء و الزراعة و تربية المواشي حيث يمتلكون مساحات واسعة من الاراضي و الجبال غير المملوكة لرعي الأغنام و ثروة هائلة من الصخور و الأحجار النادرة التي ترسبت بفعل مياه الامطار و التي تفتقر للبحث و الدراسة عن انواعها من قبل المختصين و الباحثين في مجال دراسة الأحجار و أنواعها.
عادات و تقاليد
من العادات المتوارثة التي يمتاز بها أبناء المديرية هي صناعة الادوات الزراعية القديمة التي يمتلكون حرفة و ميزة خاصة في صناعتها و هي الفأسات و المفارص و الانبلة و المحاجل و الآلات الخاصة لنقش الأحجار في البناء و تصنيعها و تنظيم الزهور لتزيين الأعراس, و صناعة آلة العزف الموسيقية التقليدية المصنوعة من قصب السكر التي تقطع و تترك حتى تجف ثم يقومون بحفرها من الوسط و عمل فتحات ضيقة فيها و تسمى بالشبيبة التي يعزفون بها جميل الالحان البدوية القديمة و المتوارثة.
كما تشتهر مديرية مقبنة بالصناعات التقليدية الحرفية و اليدوية منها صناعة الحصير من جريد وأوراق النخيل .
الجبال و الأودية و الأسواق
للمديرية العديد من الجبال التي تعد مكاناً للرعي و النزهة و هي جبل ميراب و النجد الاحمر و هوب الخامر و الأكمة و مكعدة و مكيدفة و الأكلوع و الغول و المقشبة و الرحبة و هي جبال غاية في الارتفاع و التي تطل على جميع عزل المديرية و يتناثر الاشجار على علوها بشكل مدرجات الى أسفل الأودية ومن أوديتها الهامة وادي رسيان ، و هو من الوديان الكبيرة الغنية ، تأتي مياهه من شمال جبل صبر ،ومن المرتفعات الجبلية لتعز والجند والحيمة ، ومن مرتفعات جبال الجعاشن ، وجنوب جبل قدعد من العدين من محافظة إب ، تصب في وادي عنَّه ثم وادي زبيد ، فوادي رسيان الذي يتجه إلى شمال قرية يختل جنوب وادي الزهاري من تهامة ، فيصب في البحر الأحمر ، ويتميز وادي رسيان ، بأنه دائم الجريان على مدار العام ، إلاَّ أنه بسبب الحفر العشوائي للآبار أصبحت مياه الوادي ضعيفة وتقل سنة بعد أخرى، يشتهر الوادي بزراعة أشجار النخيل الباسقة والفواكه المتنوعة ، إضافة إلى زراعة أنواع الحبوب ، فهو دائم الخضرة على مدار العام .
ومن الأودية الرئيسية الهامة في مديرية مقبنة وادي البرح ، ويعتبر أحد الوديان الفرعية لوادي رسيان، وهو دائم الخضرة على مدار العام ، وتتفرع منه أودية آخرى ، وغيول ، منها وادي الحائط ، ووادي اللصبة ، ووادي الطوير ، وغيل البهلول ، أو كما يسميه الأهالي دردوش البهلول، وتشتهر هذه الأودية بزراعة أشجار النخيل والمانجو والجوافة والموز ، وكل هذه الأودية الرئيسية والفرعية تشكل متنفسات طبيعية جميلة ومناظر طبيعية خلابة.. و تتعدد الزراعة في هذه المديرية بالعديد من المحاصيل الزراعية كزراعة الذرة الشامية و الذرة و الشعير و الملوخية و الطماطم و البهارات و الجزر و كذلك زراعة الفواكه كالليمون و الجوافة و المانجو و قصب السكر و الجلجل.
و تشتهر المديرية بأسواق تستمر بعرض المنتوجات الزراعية و الحيوانية فيها طوال السنة و هي سوق ميراب هجدة و تعتبر من أهم الاسواق في المديرية و الذي تُعرض فيه كل المنتوجات و المأكولات و الخضروات , و أيضاً سوق البرح و سوق الظهير. و يوجد في المديرية أيضاً سوق يومي يسمى سوق الحجامة و تعرض فيه الخضروات و الفواكه بشكل متواصل.
مناطق سياحية
جبل ميراب و مغارته
يعد أهم جبل في مديريه مقبنة شمير من حيث شهرته و توافد الناس إليه من كل مكان و يعد أشهر ما يميز جبل ميراب هو غار ميراب الشهير جداً في المديرية يقع غرب قمة جبل الشيخ ، وربما كان عبارة عن منجم قديم قبل الإسلام ، ويردد الأهالي في المنطقة أنه تم العثور فيها على نقوش ورسوم وتماثيل حميرية . حيث يمتاز بغرابة شكله و يقدر بفتحة حوالي 190سم ارتفاعاً و 120سم عرض تقريباً ليبدأ بالنزول بدرج ضيقة و صغيرة الحجم ثم تبدأ الحركة بالعرض فيه و لكن لا أحد يستطيع الاستمرار في الدخول فيه و لم يسبق لأحد من قبل أن وصل الى نهايته.
و يذكر البعض قصة قديمة حول الغار لأهالي المديرية أن شخصاً في السابق دخل الى الغار و لم يعد حيث يُحكى أيضاً أن الغار مليء بالحيوانات المتوحشة و المفترسة كالثعابين و الضباع و الحيضان و الخفافيش و يمتد طوله حوالي 2 كيلو متر تقريباً ليصل الى نهاية الجبل الآخر في المنطقة المجاورة و يمتلىء الغار بأشجار التين و القرض و السلاعف و يغطي معظم الجبل بأشجار شوكية. و يعد الجبل من الأماكن المرتفعة جداً و الشاهقة المليئة بالصخور الصلبة و الأحجار النادرة و المترسبة عبر السنين.
منطقة وادي رسيان
وادى رسيان احد الاودية الكبيرة في اليمن واكبر الوديان في محافظة تعز وتبدأ منابعه في الشمال من تعز مباشرة وهو متقطع الجريان متجه الى الغرب يقطع مديريات شرعب ومقبنة والمخاء ويصب شمال المخاء على البحر الاحمر مساحتة حوالى ( 1750) كيلو متر مربع ويعتمد على مياهه في زراعة بعض المحاصيل مثل الذرة الصفراء ( الهند) والذرة الحمراء والدخن والنخيل والموز ويمكن زراعة كثير من المحاصيل الزراعية الاخرى فيه اذا وجد الارشاد الزراعي بشكل واسع وكذلك التوعية العامة للمزارعين .
كما يوجد في منطقة رسيان اعجوبة الهية و التي تزخر بها العديد من مناطقنا اليمنية الساحرة و هي ينبوعان ينبعان من سطح الأرض بقوه في ذلك الوادي أحدهما دافئ تماماً و الآخر بارد و يستمران بالإندفاع طوال السنة و يغذيان أشجار النخيل في الوادي و تصب مياه هذا الوادي في البحر الأحمر. و بقدرة الخالق سبحانه فإن الاشجار التي يمر فيها ينبوع الماء الدافئ تعد طبيعية . كما يوجد في قاع وادي رسيان حمام معدني طبيعي يسمى " حمام رسيان " يؤمه العديد من الزوار وطالبي الاستشفاء للأمراض الجلدية والروماتيزم ، كما يوجد في وادي الطوير حمام بر كاني ساخن طمر بفعل أمطار السيول التي تتدفق من الحافورة ووادي شيبة .
قلعة مؤيمرة
تقع في قرية " المحرقة - شمير " في أعلى قمة الجبل المسمى مؤيمرة ، وتعتبر من القلاع التاريخية والأثرية التي كان لها دور كبير في مقاومة العثمانيين .
شهدت هذه القلعة معارك بطولية كبيرة ، يتم الطلوع إليها عبر طريقين مدرجة ، مبنية بالأحجار الصلدة ، تتكون من ثلاثة أدوار ، شيدها الشيخ " حسن بن يحيى " في أواخر عام (( 1231 هجرية ) - ( 1816ميلادية )) ، وفي عهده شهدت مديرية مقبنة ازدهارًا وتوسعًا كبيرًا .
كهف برادة
يعتبر كهف عميق صعب الارتياد ، يوجد بداخله صهريج مياه يتندَّى سطحه على هيئة قطرات متقاربة وسريعة ، شكَّلت عبر الأزمان أعمدة كلسية نازلة من السطح ، ومعلقة إلى أسفل ملونة بشكل بديع ، وأعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهف بأشكال كلسية جميلة تنعكس كل هذه الأعمدة النازلة والصاعدة على سطح الماء مشكلة لوحة فنية جميلة ، والكهف يقع في مرتفع شاهق ومنطقة غير مأهولة بالسكان .
الزاوية
تنسب إلى زاوية الشيخ " محمد بن حسان " يوجد بها مسجد قديم ، وبعض المنازل القديمة ، وصهاريج مياه وطاحونة حجرية قديمة ، كما يوجد سد يعرف بسد الزاوية ، ويعتبر من أكبر السدود حجمًا في عموم المديرية ، يعود تاريخه إلى (القرن التاسع عشر الميلادي ) بناه الشيخ "حسان بن سنان " والد الشيخ " محمد بن حسان " الذي كان مسموع الكلمة في المديرية، وكان السد يلبي احتياجات المنقطة من المياه للزراعة ، وأثناء مقاومة الأهالي لتواجد العثمانيين في المنطقة ، تم قصف السد بمدفعية العثمانيين وتدفقت المياه بقوة وجرفت المدرجات الزراعية .
حصن بني مقبل
يقع الحصن في قرية الحرف ، يتكون من عدة أدوار ، مازال شامخ البنيان ، يتميز بطابعه المعماري الفريد مبني على شكل نوبات مستديرة ، يحتاج إلى ترميم من قبل متخصصين فنيين وذلك باستخدام نفس مواد بنائه الأصلية .
مشاكل و معوقات
يتحدث مطهر صالح الشميري قائلاً: بلغه معاتبة بأنه بالرغم من تعدد المتعلمين في المديرية و الطبقات الراقية التي تزخر بهم المديرية فإنهم تناسوها و لم يقدموا لها أي شيء يذكر من الإهتمام و المطالبة باحتياجاتهم و النظر في مشاكلهم و قضاياهم.
فيما يتحدث الحاج عبدالسلام محمد عن شحة المياة التي بدأت تعاني منها المديرية و يؤكد أن شحة المياة تمثل القضية الرئيسية و المشكلة الاساسية و يأتي بعد ذلك المطالبة بإصلاح الطريق الوعرة و كذلك الإهتمام بتشجيع التعليم في المديرية و خاصة لما يعانيه بعض العائلات من الفقر ما يجعل بعض الشباب يضطر الى الرحيل الى المدينة في سن مبكرة بحثاً عن فرصة عمل. كما يرى الحاج عبد السلام أن المرافق الصحية إحدى المشاكل التي تعانيها المديرية إذ يرى أنها لا تقدم خدماتها بالشكل المطلوب.
كما يعتب على البعض عدم الترويج عنها و إهمال الإعلام لها و التعريف بمكوناتها و روائعها و ايضاً التعريف بمشاكلها و قضاياها.
ويقول احمد عبده الشميري " مديريتنا تحتوي الكثير من المناطق الاثرية و السياحية لكنها تفتقد للرعاية و اصبحت في طريقها للإندثار و أتمنى ان تلتف الجهات المعنية لمثل هذه المناطق التي تعني الكثير للأهالي و أن تعمل على المحافظة على ما تبقى من آثارها. كما انه يتمنى الاهتمام و الرعاية بوادي رسيان الذي اصبحت مياهه تقل سنة تلو اخرى كما يتمنى وجود سد مائي فيه حتى يتم الاستفاده من مياهه في الزراعة بشكل منظم بدل العشوائية التي تحتويه و حتى لا يتسبب في جرف مزيد من الاراضي الزراعية في طريقه كما يتمنى وجود جسر للسيارات التي تعبر من الوادي، اذ أن جريان المياه فيه تعرقل السيارات فيه و تؤخرها لساعات. و يضيف: بعض المدارس في المديرية مبانيها قديمة و بحاجة الى ترميم كما ان بعض القرى ذات الكثافة السكانية لاتزال بدون مدارس.
مقبنة شمير إحدى مديريات محافظة تعز ، تقع غرب مدينة تعز على بعد حوالي ( 18 كيلومترًا )، تمتد من وادي نخلة شمالاً إلى وادي مَوْزع جنوبًا ، تتصل من الغرب بمديريتي المَخا ومَوْزع ، ومن الجنوب بمديرية الوازعية ، ومن الشرق بمديريتي شرْعَب الرونة وجبل حبشي ، ومن الشمال بمديريتي حيس وجبل رأس من أراضي محافظة الحديدة ، ومديرية فرع العدين من محافظة إب ، ومياهما تسيل إلى البحر الأحمر .
كانت مقبنة تعرف قديمًا باسم " مخلاف شمير " ، نسبة إلى " شمير بن صعب بن الحارث بن زيد بن ذي رعين " ثم غلب عليها اسم مقبنة ، ويسكنها قوم من قبيلتي الأشاعر والركب بلغ عدد سكان مديرية مقبنة حوالى (196000) نسمة تقريباً حسب تعداد 2004م بما فيهم ( المهاجرون المغتربون ) وبإضافة نسبة النمو السنوي . و تمتد العزل الصغيرة للمديرية على الطريق و هي ميراب الغربي و الشرقي و القحفة و السهيلة و الجرف و المحيجر و الغول و الوادي يمين شعب المجاري و يقضان و وادي الركبة و جيوب و بعض العزل الصغيرة جداً و تتنوع مناطقها بين سهول و جبال و تقدر منازل العزله الواحدة بحوالي 20 منزل تقريباً وهي عزل متقاربة جداً تفرق بينها الصخور والجبال الملتوية و تمتاز المديرية بمنازل قديمة كثيره جداً و لكنها لم تعد مسكناً لأهل المديرية و قد استبدلت بمبانٍ حديثه ومطورة متعددة الطوابق المبنية من أحجار المديرية غريبة الشكل المسماة بالحجر الاسود الصلب الاشبه بالزجاج و الذي يستخرج منه كميات كبيرة الى محافظة تعز تتفرد بهذا الحجر عن غيرها و تتفرد المديرية بإنتاجه.
و تمتلك المديرية مساحات واسعة من الاراضي الزراعية الغنية بالتربة الرطبة الصالحة للزراعة كما تمتاز المديرية بمناخ معتدل طوال فترات العام. أما في الصيف فيكون حاراً نسبياً, و رغم تفاوت الطبقات الاجتماعية في هذه المديرية فإن الغالب يعمل في مجال البناء و الزراعة و تربية المواشي حيث يمتلكون مساحات واسعة من الاراضي و الجبال غير المملوكة لرعي الأغنام و ثروة هائلة من الصخور و الأحجار النادرة التي ترسبت بفعل مياه الامطار و التي تفتقر للبحث و الدراسة عن انواعها من قبل المختصين و الباحثين في مجال دراسة الأحجار و أنواعها.
عادات و تقاليد
من العادات المتوارثة التي يمتاز بها أبناء المديرية هي صناعة الادوات الزراعية القديمة التي يمتلكون حرفة و ميزة خاصة في صناعتها و هي الفأسات و المفارص و الانبلة و المحاجل و الآلات الخاصة لنقش الأحجار في البناء و تصنيعها و تنظيم الزهور لتزيين الأعراس, و صناعة آلة العزف الموسيقية التقليدية المصنوعة من قصب السكر التي تقطع و تترك حتى تجف ثم يقومون بحفرها من الوسط و عمل فتحات ضيقة فيها و تسمى بالشبيبة التي يعزفون بها جميل الالحان البدوية القديمة و المتوارثة.
كما تشتهر مديرية مقبنة بالصناعات التقليدية الحرفية و اليدوية منها صناعة الحصير من جريد وأوراق النخيل .
الجبال و الأودية و الأسواق
للمديرية العديد من الجبال التي تعد مكاناً للرعي و النزهة و هي جبل ميراب و النجد الاحمر و هوب الخامر و الأكمة و مكعدة و مكيدفة و الأكلوع و الغول و المقشبة و الرحبة و هي جبال غاية في الارتفاع و التي تطل على جميع عزل المديرية و يتناثر الاشجار على علوها بشكل مدرجات الى أسفل الأودية ومن أوديتها الهامة وادي رسيان ، و هو من الوديان الكبيرة الغنية ، تأتي مياهه من شمال جبل صبر ،ومن المرتفعات الجبلية لتعز والجند والحيمة ، ومن مرتفعات جبال الجعاشن ، وجنوب جبل قدعد من العدين من محافظة إب ، تصب في وادي عنَّه ثم وادي زبيد ، فوادي رسيان الذي يتجه إلى شمال قرية يختل جنوب وادي الزهاري من تهامة ، فيصب في البحر الأحمر ، ويتميز وادي رسيان ، بأنه دائم الجريان على مدار العام ، إلاَّ أنه بسبب الحفر العشوائي للآبار أصبحت مياه الوادي ضعيفة وتقل سنة بعد أخرى، يشتهر الوادي بزراعة أشجار النخيل الباسقة والفواكه المتنوعة ، إضافة إلى زراعة أنواع الحبوب ، فهو دائم الخضرة على مدار العام .
ومن الأودية الرئيسية الهامة في مديرية مقبنة وادي البرح ، ويعتبر أحد الوديان الفرعية لوادي رسيان، وهو دائم الخضرة على مدار العام ، وتتفرع منه أودية آخرى ، وغيول ، منها وادي الحائط ، ووادي اللصبة ، ووادي الطوير ، وغيل البهلول ، أو كما يسميه الأهالي دردوش البهلول، وتشتهر هذه الأودية بزراعة أشجار النخيل والمانجو والجوافة والموز ، وكل هذه الأودية الرئيسية والفرعية تشكل متنفسات طبيعية جميلة ومناظر طبيعية خلابة.. و تتعدد الزراعة في هذه المديرية بالعديد من المحاصيل الزراعية كزراعة الذرة الشامية و الذرة و الشعير و الملوخية و الطماطم و البهارات و الجزر و كذلك زراعة الفواكه كالليمون و الجوافة و المانجو و قصب السكر و الجلجل.
و تشتهر المديرية بأسواق تستمر بعرض المنتوجات الزراعية و الحيوانية فيها طوال السنة و هي سوق ميراب هجدة و تعتبر من أهم الاسواق في المديرية و الذي تُعرض فيه كل المنتوجات و المأكولات و الخضروات , و أيضاً سوق البرح و سوق الظهير. و يوجد في المديرية أيضاً سوق يومي يسمى سوق الحجامة و تعرض فيه الخضروات و الفواكه بشكل متواصل.
مناطق سياحية
جبل ميراب و مغارته
يعد أهم جبل في مديريه مقبنة شمير من حيث شهرته و توافد الناس إليه من كل مكان و يعد أشهر ما يميز جبل ميراب هو غار ميراب الشهير جداً في المديرية يقع غرب قمة جبل الشيخ ، وربما كان عبارة عن منجم قديم قبل الإسلام ، ويردد الأهالي في المنطقة أنه تم العثور فيها على نقوش ورسوم وتماثيل حميرية . حيث يمتاز بغرابة شكله و يقدر بفتحة حوالي 190سم ارتفاعاً و 120سم عرض تقريباً ليبدأ بالنزول بدرج ضيقة و صغيرة الحجم ثم تبدأ الحركة بالعرض فيه و لكن لا أحد يستطيع الاستمرار في الدخول فيه و لم يسبق لأحد من قبل أن وصل الى نهايته.
و يذكر البعض قصة قديمة حول الغار لأهالي المديرية أن شخصاً في السابق دخل الى الغار و لم يعد حيث يُحكى أيضاً أن الغار مليء بالحيوانات المتوحشة و المفترسة كالثعابين و الضباع و الحيضان و الخفافيش و يمتد طوله حوالي 2 كيلو متر تقريباً ليصل الى نهاية الجبل الآخر في المنطقة المجاورة و يمتلىء الغار بأشجار التين و القرض و السلاعف و يغطي معظم الجبل بأشجار شوكية. و يعد الجبل من الأماكن المرتفعة جداً و الشاهقة المليئة بالصخور الصلبة و الأحجار النادرة و المترسبة عبر السنين.
منطقة وادي رسيان
وادى رسيان احد الاودية الكبيرة في اليمن واكبر الوديان في محافظة تعز وتبدأ منابعه في الشمال من تعز مباشرة وهو متقطع الجريان متجه الى الغرب يقطع مديريات شرعب ومقبنة والمخاء ويصب شمال المخاء على البحر الاحمر مساحتة حوالى ( 1750) كيلو متر مربع ويعتمد على مياهه في زراعة بعض المحاصيل مثل الذرة الصفراء ( الهند) والذرة الحمراء والدخن والنخيل والموز ويمكن زراعة كثير من المحاصيل الزراعية الاخرى فيه اذا وجد الارشاد الزراعي بشكل واسع وكذلك التوعية العامة للمزارعين .
كما يوجد في منطقة رسيان اعجوبة الهية و التي تزخر بها العديد من مناطقنا اليمنية الساحرة و هي ينبوعان ينبعان من سطح الأرض بقوه في ذلك الوادي أحدهما دافئ تماماً و الآخر بارد و يستمران بالإندفاع طوال السنة و يغذيان أشجار النخيل في الوادي و تصب مياه هذا الوادي في البحر الأحمر. و بقدرة الخالق سبحانه فإن الاشجار التي يمر فيها ينبوع الماء الدافئ تعد طبيعية . كما يوجد في قاع وادي رسيان حمام معدني طبيعي يسمى " حمام رسيان " يؤمه العديد من الزوار وطالبي الاستشفاء للأمراض الجلدية والروماتيزم ، كما يوجد في وادي الطوير حمام بر كاني ساخن طمر بفعل أمطار السيول التي تتدفق من الحافورة ووادي شيبة .
قلعة مؤيمرة
تقع في قرية " المحرقة - شمير " في أعلى قمة الجبل المسمى مؤيمرة ، وتعتبر من القلاع التاريخية والأثرية التي كان لها دور كبير في مقاومة العثمانيين .
شهدت هذه القلعة معارك بطولية كبيرة ، يتم الطلوع إليها عبر طريقين مدرجة ، مبنية بالأحجار الصلدة ، تتكون من ثلاثة أدوار ، شيدها الشيخ " حسن بن يحيى " في أواخر عام (( 1231 هجرية ) - ( 1816ميلادية )) ، وفي عهده شهدت مديرية مقبنة ازدهارًا وتوسعًا كبيرًا .
كهف برادة
يعتبر كهف عميق صعب الارتياد ، يوجد بداخله صهريج مياه يتندَّى سطحه على هيئة قطرات متقاربة وسريعة ، شكَّلت عبر الأزمان أعمدة كلسية نازلة من السطح ، ومعلقة إلى أسفل ملونة بشكل بديع ، وأعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهف بأشكال كلسية جميلة تنعكس كل هذه الأعمدة النازلة والصاعدة على سطح الماء مشكلة لوحة فنية جميلة ، والكهف يقع في مرتفع شاهق ومنطقة غير مأهولة بالسكان .
الزاوية
تنسب إلى زاوية الشيخ " محمد بن حسان " يوجد بها مسجد قديم ، وبعض المنازل القديمة ، وصهاريج مياه وطاحونة حجرية قديمة ، كما يوجد سد يعرف بسد الزاوية ، ويعتبر من أكبر السدود حجمًا في عموم المديرية ، يعود تاريخه إلى (القرن التاسع عشر الميلادي ) بناه الشيخ "حسان بن سنان " والد الشيخ " محمد بن حسان " الذي كان مسموع الكلمة في المديرية، وكان السد يلبي احتياجات المنقطة من المياه للزراعة ، وأثناء مقاومة الأهالي لتواجد العثمانيين في المنطقة ، تم قصف السد بمدفعية العثمانيين وتدفقت المياه بقوة وجرفت المدرجات الزراعية .
حصن بني مقبل
يقع الحصن في قرية الحرف ، يتكون من عدة أدوار ، مازال شامخ البنيان ، يتميز بطابعه المعماري الفريد مبني على شكل نوبات مستديرة ، يحتاج إلى ترميم من قبل متخصصين فنيين وذلك باستخدام نفس مواد بنائه الأصلية .
مشاكل و معوقات
يتحدث مطهر صالح الشميري قائلاً: بلغه معاتبة بأنه بالرغم من تعدد المتعلمين في المديرية و الطبقات الراقية التي تزخر بهم المديرية فإنهم تناسوها و لم يقدموا لها أي شيء يذكر من الإهتمام و المطالبة باحتياجاتهم و النظر في مشاكلهم و قضاياهم.
فيما يتحدث الحاج عبدالسلام محمد عن شحة المياة التي بدأت تعاني منها المديرية و يؤكد أن شحة المياة تمثل القضية الرئيسية و المشكلة الاساسية و يأتي بعد ذلك المطالبة بإصلاح الطريق الوعرة و كذلك الإهتمام بتشجيع التعليم في المديرية و خاصة لما يعانيه بعض العائلات من الفقر ما يجعل بعض الشباب يضطر الى الرحيل الى المدينة في سن مبكرة بحثاً عن فرصة عمل. كما يرى الحاج عبد السلام أن المرافق الصحية إحدى المشاكل التي تعانيها المديرية إذ يرى أنها لا تقدم خدماتها بالشكل المطلوب.
كما يعتب على البعض عدم الترويج عنها و إهمال الإعلام لها و التعريف بمكوناتها و روائعها و ايضاً التعريف بمشاكلها و قضاياها.
ويقول احمد عبده الشميري " مديريتنا تحتوي الكثير من المناطق الاثرية و السياحية لكنها تفتقد للرعاية و اصبحت في طريقها للإندثار و أتمنى ان تلتف الجهات المعنية لمثل هذه المناطق التي تعني الكثير للأهالي و أن تعمل على المحافظة على ما تبقى من آثارها. كما انه يتمنى الاهتمام و الرعاية بوادي رسيان الذي اصبحت مياهه تقل سنة تلو اخرى كما يتمنى وجود سد مائي فيه حتى يتم الاستفاده من مياهه في الزراعة بشكل منظم بدل العشوائية التي تحتويه و حتى لا يتسبب في جرف مزيد من الاراضي الزراعية في طريقه كما يتمنى وجود جسر للسيارات التي تعبر من الوادي، اذ أن جريان المياه فيه تعرقل السيارات فيه و تؤخرها لساعات. و يضيف: بعض المدارس في المديرية مبانيها قديمة و بحاجة الى ترميم كما ان بعض القرى ذات الكثافة السكانية لاتزال بدون مدارس.
الموضوع : مقبنة شميرأعجوبة أخرى منسية في اليمن المصدر : منتديات شمير الكاتب: JAMAL ASSAHBANI
توقيع العضو : JAMAL ASSAHBANI |