على مدى يومين متواصلين تلقت "نبأ نيوز" رسائلاً وإتصالات من أبناء الجاليات اليمنية في بريطانيا وأمريكا والمملكة العربية السعودية، يعبرون خلالها عن إستيائهم البالغ مما وصفوه بـ"التصرفات اللا مسؤولة" التي قام بها أعضاء البرلمان اليمني والممثلين لمديرية مقبنة في بادية شمير محافظة تعز.
وتأتي هذه الإدانات على خلفية قيام عضوا مجلس نواب متنفذين في تعز بالالتفاف على مشروع معهد تدريب مهني معتمد مركزياً لـ"مقبنة"، واستغلال صفاتهم ونفوذهم في نقله إلى منطقة أخرى، دونما إكتراث لجهود أبناء مركز مديرية مقبنة على مدى أكثر من سنتين من أجل الحصول على معهد لأبنائهم (تفاصيل القصة.. انقـــر).
وقال ممثلون لأبناء شمير في المملكة العربية السعودية، أنهم ورغم اغترابهم واستثماراتهم في شتى المحافظات في الجمهورية اليمنية، إلا أن مديريتهم مقبنة والقرى المجاورة لها تفتقر إلى أبسط المشاريع الخدمية، وان قيادة المحافظة (تعز) لم تكترث بتلبية مطالبهم المتكررة في توفير المياة والكهربا والطرقات.
وأضافوا: أن من المؤسف أن من يمثلنا في البرلمان اليمني هم سبب تأخر وصول هذه الخدمات التي كان يفترض عدم الحديث عنها ونحن في القرن الحادي والعشرين.
وقالوا: عندما نعود بأبنائنا إلى قرانا في شمير، يصابون بصدمة جراء الوضع المزري الذي تعيشه قرانا ومركزها "مقبنة" وعليه يقرر أبناؤنا عدم العودة إلى اليمن ويفضلون العيش بعيداً عنها كونها تفتقر إلى مشاريع خدمية وفرتها الصومال لقراها منذ عشرات السنين.

من جهته، قال أحد مغتربي أبناء شمير في ميتشجن- لـ"نبأ نيوز": أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية لمديرية مقبنة والقرى المجاورة لها، جعلت الرئيس يتلمس معاناة أبناء هذه المنطقة فأمر بسرعة تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية. ولكن كما هو معروف في اليمن لا شيء يأتي من تلقاء نفسه.
وأضاف: أنتظرنا من أعضاء مجلس النواب لهذه المديرية بمتابعة مشاريع للمنطقة ولكن كأن الأمر لا يعنيهم. وكأننا انتخبناهم فقط لتسلم رواتب والتظاهر بالحرس المرافق لهم. فبادر بعض أبناء المنطقة العاملين في العاصمة صنعاء بمتابعة مشاريع الكهربا وزفلتت الطرقات، وفعلاً بدأت هذه المشاريع بالتنفيذ ولو ببطء ولكن هناك حراك "لذر الرماد في العيون".

الأستاذ بدري الشميري من مغتربي اليمن في المملكة العربية السعودية، قال: علمنا أن الأخ عائض عبدالحميد الشميري- مدير الأشغال العامة في أمانة العاصمة- وبعض أبناء شمير المخلصين قاموا بتقديم طلب لوزارة التعليم المهني لأنشاء معهد تدريب مهني للحد من الأمية والبطالة المتفشية في هذه المنطقة، وفعلاً وجه الوزير بذلك ونزلت مناقصة وتم إرساء هذه المناقصة على أحد المقاولين ونشرتها الصحف الرسمية، وتم التبرع بالأرضية التي سيقام عليها المشروع، وتم مباركة المشروع من قبل محافظ تعز السابق.
وعندما أراد المقاول مباشرة العمل، منعه مدير المديرية وعضو البرلمان محمد مقبل الحميري والعضو الآخر عبد الوهاب محمد قايد، وحذروه من مباشرة العمل، مطالبين بنقل المشروع إلى منطقة أخرى هي الأقرب لمنزلي هذين العضوين. وأثرا بحكم منصبهما على المجلس المحلي والمحافظ الذي قام بدوره بتوقيف مباشرة العمل في المشروع ومطالبة وزير التعليم والتدريب المهني بعمل مذكرة لنقل المعهد الى المنطقة التي حددها عضوا البرلمان.

محمد أحمد الشميري من أبناء المنطقة ومغترب في بريطانيا، تساءل بأي حق يطالب المحافظ بنقل المشروع وهو لم يكلف نفسه منذ تعيينه بزيارة مديرية مقبنة والقرى المجاورة لها والتي تعتبر أكبر مديريات تعز. لم يكلف نفسه تفقد أحوال هؤلاء وقام بالتعاون مع هذين العضوين الذين لم يأتيا بأي مشروع للمنطقة ولم يدافعا عن الحقوق المنهوبة لأبناء المنطقة، لا بل يختلسون أبناء شمير المغلوبون على أمرهم.

كما وجه أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء والأخ وزير شؤون المغتربين والأخ وزير الإدارة المحلية والأخوه وزير التدريب والتعليم المهني والأخ محافظ المحافظة، فيما يلي نصها: