مدرسة جوف ميراب تعز.. 6 سنوات من التعليم في العراء |
تحقيق / فضل أحمد سعيد ــ عبد الجليل المغبشي أهالي قرية الجوف الواقعة في مديرية مقبنة جبل ميراب في محافظة تعز مازالوا يحلمون بمشروع مدرسة تعليمية نموذجية لأبنائهم وبناتهم فجميع المناطق المجاورة لهم ينعمون بكافة الخدمات الصحية أو التعليمية وغيرها إلا منطقتهم (جوف ميراب ) فيبدو أن التطوير قد نسيها لأسباب مجهولة المشروع التعليمي الذين ظلوا يحلمون به سنين طويلة، نزلت مناقصته وتم بدء العمل فيه منذ بداية عام 2004م لكنه لم ينجز حتى الآن والكارثة- بحسب بعض المصادر- أن تكلفته قد تجاوزت الخمسين مليون ريال ، وهذا المشروع عبارة عن مدرسة مكونة من 6 فصول وإدارة واحدة فقط ومخزن وإرشيف بتمويل حكومي عن طريق المجلس المحلي بالمحافظة ، وقد زرنا المنطقة والمشروع بالذات فرأينا العجب العجاب ، مدرسة نصف مكتملة البناء ومغلقة بأوامر شبه مجهولة من المقاول وطلاب يدرسون في العراء يتجرعون حرارة الشمس ومرارة الإهمال واللامبالاة، ورغم ذلك كله إلا أنهم مازالوا يجتهدون طلباً للعلم وإكمال مشوارهم التعليمي وأخذ حقوقهم التي كفلها لهم الدستور والقانون في التعليم. بشرى سارة بالبناء كان لدى المنطقة مدرسة قديمة تم تأسيسها عام 1977م على نفقة الأهالي، وهي مكونة من ستة فصول دراسية وإدارة واحدة فقط وتضم طلاب المرحلة الأساسية ثم أضيف إليها المرحلة الإعدادية ثم الثانوية ، وبدأت الفصول تزدحم مما اضطر إدارة المدرسة لإخراج بعض الفصول للدراسة تحت الأشجار على أمل أن يمن الله عليهم بمدرسة تقيهم حرارة الشمس ، هذه المدرسة بعد عقود من الزمن باتت معرضة للانهيار في أية لحظة مما اضطر أهالي المنطقة للمطالبة ببناء مدرسة جديدة ، وجاءت البشرى في عام 2003م وتم إدخالها في المشاريع المنفذة في عام 2004م وتمت بالفعل المباشرة بإجراءات البناء في ذلك العام، والذي تنفس فيه أهالي هذه المنطقة الصعداء مع وضع أول حجر في مدرستهم الجديدة . ست سنوات عمل بستة فصول جاء عام 2004م يحمل معه أمل كل أبناء منطقة الجوف والطلاب الذين حلموا بأن تكون لهم مدرسة جديدة يتعلمون فيها وبدأ المقاول العمل بمشروع المدرسة والتي تتكون وبحسب المخطط من ستة فصول دراسية مع المرافق، والكثير من الطلاب مازالوا يدرسون في العراء أملاً في انتقالهم إلى مدرستهم الجديدة التي هي قيد الإنشاء .. وانتهى العام الدراسي 2004م ولم تنته معه عملية البناء للستة الفصول وحل عام 2005م حاملاً معه اليأس من إكمال المشروع ، فالمقاول بدا نشيطاً في بادئ الأمر وجاء العام الجديد 2005م وكأنه أصيب بفيروس الكسل والمماطلة وعدم التقيد بالشروط التي وضعها على نفسه بأن يكمل البناء مع بداية عام 2005م ليتجرع الطلاب سنة أخرى من "البهذلة" وتجرع حرارة الشمس ومخاطر الدراسة في العراء ، ومع نهاية العام الدراسي 2005م بدأ الأهالي يدركون أن المشروع هو عبارة عن أضحوكة أو وبدأوا يشعرون أن فيروس الفساد قد طال مشروعهم الصغير ليصبح وجبة سلب ونهب كاملة الدسم وبعيدة عن الأنظار والمراقبة، كون المنطقة بعيدة عن مركز المحافظة ونيابة الأموال العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد.. وها نحن ندخل منتصف عام 2009م وما زالت المدرسة حبيسة البناء وكأن المقاول يأتي بمواد بناء من كوكب بلوتو وهو الأبعد عن كوكبنا الأرض . تلاعب بمقدرات الدولة عندما تغيب عملية الرقابة والمحاسبة والمتابعة من الجهات المختصة لتنفيذ المشاريع ويأفل الضمير الحي والأمانة في العمل، تظهر مع ذلك عمليات التلاعب والسطو بمقدرات وأموال الدولة والتي تسير بخطى ناجحة نحو البناء والتنمية إلا أن وجود المفسدين يعرقل مسيرة البناء والتنمية، وأكبر شاهد على هذه النظرية واقع مشروع بناء مدرسة جوف ميراب بمديرية مقبنة، فالمقاول يرجع أسباب عدم التنفيذ إلى المجلس المحلي بالمحافظة لعدم استلامه دفعات من مستخلصاته ليقوم باستكمال البناء، وخلال الست سنوات الماضية لم يحضر المقاول للعمل إلا ستة أشهر فقط متفرقة بمعدل شهر لكل سنة، ولم ينجز فيها سوى ستة فصول فقط بمعدل فصل دراسي لكل سنة ، ومع اكتمال نصف البناء قام بإغلاق ما تم إكماله وذهب ولم يعد ، والطلاب ما زالوا متواجدين تحت حرارة الشمس وقسوة العراء وهم مصرون على التعليم ، أما المجلس المحلي فيرجع المسؤولية على المقاول كونه لم يتقيد بالعقد الموقع معه وبالشروط المطلوبة . مدير مدرسة العراء يوضح وخلال الزيارة التقينا بمدير المدرسة وهو الأستاذ القدير والتربوي / عبد الرزاق نصرالكلعي والذي تحدث قائلاً : مازلنا إلى هذه اللحظة ننتظر بشغف الانتهاء من بناء المدرسة وقد تم بناء جزء منها في الدور الأول إلا أن المقاول قام بإغلاقه والدور الثاني ما زال كما هو ، توجد تسع شعب من طلابنا يدرسون في العراء ويتجرعون حرارة الشمس والغبار، ونتمنى من الجهات المعنية الإسراع في التنفيذ . بلاغ للإنقاذ هذه هي إحدى الحالات التي تترجم بعضاً من الإهمال واللامبالاة واللعب بمقدرات الدولة والمال العام، ولا ندري أين تكمن حقيقة الفساد ولكنها تظل بلاغاً رسمياً لكل الجهات المعنية بداية من المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة ونيابة الأموال العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد للنزول الميداني ومعرفة حقيقة الأمر ومكمن الفساد والخلل ومحاسبة كل المتورطين كي ننعم بالتنمية والبناء واليمن الجديد والمستقبل الأفضل لنا ولأبنائنا، ونلمس منجزات وطن الوحدة.. وطن 22 مايو ويترجم فعلياً البرنامج |
الموضوع : مدرسة الجوف ميراب ست سنوات من التعليم في العراء المصدر : منتديات شمير الكاتب: المغبشي
توقيع العضو : المغبشي |