قريه المويجر
أحبها حُبا ً جَما ً ، يتملك وجداني ويخامر تـفكيري ، يسري في دمي ، ويستـقر في أعماقي . أحسست بحنانها وأنا طفل صغير فأحببتها كأمِّي ، ولما اسْودَّ شاربي تجاوزت بحبي لها ما لم يبلغه العاشقـون . إنها قريتي تلك الجنـَّة ُ الفاتـنة .
تـُرابها ، أحجارها ، أشجارها ، هواؤها ، شمسُها ، قمرُها ، كلُّ ما فيها ساكنٌ في قلبي ويدخل في تركيب جسمي .
بلادي قـَـبـًَـلتـْـني قــَــْبل أمي وكانت قــِبْـلة ً أولى لِـرأسي
ولقد رأيت من الوفاء - وأنا على يـقـين أني لن أوفيها شيئا ً من حقها علي – رأيت أن أحْمل اسمها معي أينما وجهت وجهي ، في المحافل أو الجحافل ، في المعامل أو المعامع ، في الكتب أو الصحف أو المواقع ، فهي في قـلبي وعلى لساني ، وفي بطون دفاتري وعلى رأس قلمي ، فهي صلواتي إن خلوت ، وموَّالي إن حضرت .
وفي موقعي المتواضع هذا أحببت أن أفرد لها زاوية ًبسيطة هي عندي أشبه بالـْـحـُـقِّ للجوهـرة الثمينة ، وسوف أعَـرِّفَ من خلال هذه الزاوية بقـريتي الحبـيـبـية ، وسأتوخى الصدق في ذلك إن شاء الله دون مبالغة في التعريف أ و تجاوز للحقيقة ، كما أنني سأضيف كلَّ جديدٍ تـشهده قريتي ، وذلك بصفةٍ مستمرة إن شاء الله .
اسمها : المويجر . ذلك هو اسمها ، وهو واحد من الأسماء الغريبة التي تسمى بها كثيرا ً من المناطق أو القرى اليمنية . ولم يرد لمعانيها ذكرٌ في أشهر قواميس العرب . كما أنه لم يكن في أصل نسب أهل هذه القـرية من يحمل هذا الاسم أو تلقب به . ويحكى أن هذا الاسم كان يطلق على موضع صغير في القرية ، ثم اشتهرت به القرية فحملت اسمه مجازا ً من باب إطلاق تسمية الخاص على العام لشهرته .
موقعها : هي إحدى القرى الواقعة في قلب مخلاف شمير ، يتميز موقعها بجماله وخصوصيته ، فالجبال تحملها بصورة شبه دائرية ، فإذا ابتغيت إليها سبيلا ً فليس لك من سبيل إلا أن ترتقيَ الجبال ارتقاءً من أي الجهات أتيتها إلا جهة واحدة تقريبا ً . وهي تطل على كل القرى المحيطة بها ، ومنها يصل بصرك إلى بعض أودية تهامة كوادي نخلة مثلا ً. بل إن بصرك يمتد حتى ترى جزءا ً من البحر الأحمر وذلك في الأيام المطيرة وعند صفاء الأفق الغربي .
وهي تـقع شمال مقبنة - مركز المديرية - ، ويحدُّها من الشمال قرية الغويل والهـقيـف ، ومن الغرب قرية الحُجرة والحيساء ، ومن الجنوب قرية برح مقبنة و المحجز ، ومن الشرق قرية رُكاب . ويفصل بينها وبين قلعة مؤيمرة شمير الأثرية مئات الأمتار من جهة الشرق .
والمويجر من القرى الجميلة و الكبيرة في منطقة شمير ، ويجاوز عدد بيوت هذه القرية المائتين والخمسين بيتا ً . وبيوتها تـتـنوع بين بيوت قديمة البناء وحديثة البناء ، فالقديمة تـتركز في قلب القرية على هيئة شريط من الشمال إلى الجنوب وهي متقاربة الجوار ضيقة الطرقات كما هو حال المدن اليمنية الكبيرة كصنعاء القديمة مثلا ً أو تعز . والبيوت الحديثة تـتناثر كحبات اللؤلؤ على تلال المضابية غربا ً والقطين جنوبا ً وعلى سفوح أكمة القرية وأكمة المويجر شرقا ً وشمالا ً .
أهلها : يسكن هذه القرية أربع أسر كبيرة تعود في الأصل إلى جدٍ واحد هو حميدان دويد الكبير وهذه الأسر هي بني شداد وآل قاصر و آل العوه ، وبني دويد ، بالإضافة إلى بعض الأسر الصغيرة التي وفدت قديما ً على هذه القرية وأصبحت جزءا ً لا يتجزأ من أهلها وبنائها .
أعلامها : اشتهر كثير من أهل هذه القرية في القديم والحديث ، ونكتفي هنا بذكر أشهر من قد مات من أعلامها ، ونغض الطرف عن أبرز أعلامها الأحياء وهم كثر حتى نبتعد عن دائرة النفاق أو سراديب الغمط . ومن أشهر أعلامها المتوفين : الحاج هائل محمد عبده ، والسيد محمد عبدالرزاق النهاري ، والحاج هائل غالب آل عوه ، والحاج منصور محمد أحمد ، والشيخ عائض عبدالسلام وابنه الشيخ عبدالقوي ،
والشيخ عبدالودود عبدالماجد وأخيه عبدالحميد عبدالماجد ، والحاج علي قائد . رحمهم الله جميعا ً.
أنشطتها : اشتهر أهل هذه القرية كغيرهم من أهل قرى شمير بالهجرة والاغتراب خارج الوطن كدول الخليج وبريطانيا وأمريكا . واشتغل كثير من أهلها بالوظائف العامة وقليل منهم من اشتغل بالزراعة أو التجارة . وللقرية وادٍ كبير كان الاهتمام به قديما ً أفضل مما هو عليه الآن .
المرافق العامة : يوجد في القرية بعض المرافق الهامة مثل المدرسة والمستوصف والمياه ويجري العمل حاليا ً على إيصال الكهرباء العمومية وسفلتة الطريق . كما يوجد في القرية جمعيتان كبيرتان تبذلان جهدهما في خدمة القرية وأهلها .
وتشارك القرية في الحياة السياسية اليمنية و فيها المركز الانتخابي الثاني التابع للدائرة الانتخابية السادسة والأربعين .
هذه نبذة مختصرة عن قريتي ، وسنعمل لاحقا ً على متابعة أهم أخبارها إن شاء الله .
صور مختاره من قريتي
الموضوع : قريتي المويجر للاستاذ / يحيى عبد القادر الشميري المصدر : منتديات شمير الكاتب: حيدرجميل الشميري
توقيع العضو : حيدرجميل الشميري |