أبو دلامه
- أبو دلامة يهجو نفسه:
قال المدائنى:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى
والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم،
فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها،
فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلــــغ إلـيـك أبـا دلامـة
فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لـبس الـعـمامـة كان قرداً
وخنـزيراً إذا نـزع العمامة
جـمعت دمامة وجمعت لؤماً
كـذاك اللـؤم تتـبعه الـدمامه
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا
فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه.
====================
- جمع بين المصلحتين وتحمل الغرم :
ومن أخباره:
انه مرض ولده، فاستدعى طبيباً ليداويه وشرط له جعلاً معلوماً، فلما برئ قال له:
والله ما عندنا شيء نعطيك، ولكن أدع على فلان اليهودي- وكان ذا مال كثير-
بمقدار الجعل، وأنا و ولدى نشهد لك بذلك، فمضى الطبيب إلى القاضي بالكوفة –
وكان يومئذ محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، – وحمل إليه اليهودي المذكور،
وأدعى عليه بذلك المبلغ، فأنكر اليهودي المذكور، فقال: لي بينه، وخرج لإحضارها
، فأحضر أبا دلامة وولده، فدخلا إلى المجلس، وخاف أبو دلامة أن يطالبه القاضي
بالتزكية فأنشد في الدهليز قبل دخوله بحيث يسمع القاضي:
إنٍ الناس غطوني تغطيت عنهم
وإن بحثوا عنى ففيهم مباحث
وإن نـبـثـوا بئرى نـبثت بئارهم
ليعلم قـوم كـيـف تلك النبائث
ثم حضرا بين يدي القاضي وأديا الشهادة، فقال له : كلامك مسموع وشهادتك مقبولة،
ثم غرم المبلغ من عنده وأطلق اليهودي، وما أمكنه أن يرد شهادتهما خوفاً من لسانه،
فجمع بن المصلحتين وتحمل الغرم من ماله.
- أبو دلامة يهجو نفسه:
قال المدائنى:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى
والعباسي بن محمد ومحمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بنى هاشم.
فقال له: لئن لم تهج واحداً ممن في البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم،
فكلما نظر إلى واحد منهم غمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فعلمت أنى قد وقعت، وأنها أزمة من الأزمات لابد منها،
فلم أر أحداً أحق بالهجاء منى، ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
ألا أبـلــــغ إلـيـك أبـا دلامـة
فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لـبس الـعـمامـة كان قرداً
وخنـزيراً إذا نـزع العمامة
جـمعت دمامة وجمعت لؤماً
كـذاك اللـؤم تتـبعه الـدمامه
فإن تك قد أصـبت نعيم دنيا
فلا تـفرح فـقد دنت القيامة
فضحك من حوله ولم يبق منهم أحد إلا كافئه.
====================
- جمع بين المصلحتين وتحمل الغرم :
ومن أخباره:
انه مرض ولده، فاستدعى طبيباً ليداويه وشرط له جعلاً معلوماً، فلما برئ قال له:
والله ما عندنا شيء نعطيك، ولكن أدع على فلان اليهودي- وكان ذا مال كثير-
بمقدار الجعل، وأنا و ولدى نشهد لك بذلك، فمضى الطبيب إلى القاضي بالكوفة –
وكان يومئذ محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، – وحمل إليه اليهودي المذكور،
وأدعى عليه بذلك المبلغ، فأنكر اليهودي المذكور، فقال: لي بينه، وخرج لإحضارها
، فأحضر أبا دلامة وولده، فدخلا إلى المجلس، وخاف أبو دلامة أن يطالبه القاضي
بالتزكية فأنشد في الدهليز قبل دخوله بحيث يسمع القاضي:
إنٍ الناس غطوني تغطيت عنهم
وإن بحثوا عنى ففيهم مباحث
وإن نـبـثـوا بئرى نـبثت بئارهم
ليعلم قـوم كـيـف تلك النبائث
ثم حضرا بين يدي القاضي وأديا الشهادة، فقال له : كلامك مسموع وشهادتك مقبولة،
ثم غرم المبلغ من عنده وأطلق اليهودي، وما أمكنه أن يرد شهادتهما خوفاً من لسانه،
فجمع بن المصلحتين وتحمل الغرم من ماله.